الأميّة في مرجعيون
قال المؤرخ الدكتور حتّي «لقد توفي آخر أمّي في جديدة مرجعيون عام 1927»، لكن اتضح أن الأميّة ما زالت متفشّية حتى يومنا.
هذا ما أثبتته الانتخابات البلدية عام 2010.
هل يعقل أن تحارَب المرأة في بلدة النور والعلم؟
هل يعقل أن ينتخب ابن جديدة مرجعيون لائحة كاملة «متل ما هي»؟
هل أصبح المال أهم من الشرف والرأي الحر؟
أمن المعقول أنّ من كان حاضراً باستمرار في بلدته ولم يغادرها في أحلك الظروف، وعمل في الشأنين العام والخاص لفترة زمنية طويلة قد هُمّش، فيما من غاب لسنوات طوال عنها، ولا منزل له فيها، قد هبط عليها فجأة بالمظلة وفي غفلة من الزمن؟
هل بات المُقعد المتفوّق في فكره وفي نشاطه نكرة في بلدة النور والعلم؟ ألم يكن مدعاة للفخر أن تنفرد جديدة مرجعيون بوصول هذا المُقعد المبدع إلى مجلسها البلدي؟
ألم يكن من الأجدى أن يكون للمرأة المثقفة صاحبة الكفاءة العلمية والمقدرة على المساعدة في مجالها العلمي دور كبير في مجتمع بلدتها حتى تشعر أنها مرحّب بها فيها؟
هل من المعقول في بلدة النور والعلم أن يمثّل عنصر المال الرافعة الأساسية للانتخابات؟ أكثرية المواطنين في البلدة أدلوا بأصواتهم لا لرفع مستوى البلدة إنمائياً، بل ليقبضوا ثمن صوتهم، فيما البلدة تحتاج إلى الأموال للنهضة بها وإنمائها، دون أن نغفل ونؤكد أن رئيس اللائحة الفائزة لم يقصّر في هذا الشأن وله الباع الطويل في الفترة السابقة؟
أتمنى على بعض أعضاء اللائحة الفائزين أن يحفظوا درب بلدة جديدة مرجعيون التي لم يتعرّفوا إليها حتى الأمس القريب، يوم إجراء العملية الانتخابية، وأتمنى على رئيس اللائحة أن يحثّ أصدقاءه المتموّلين خاصة على ترميم بيوتهم التي ما زال الخراب ضارباً فيها، وأن يضع المشاريع لتوظيف المواطنين، لا أن يعوّدهم الكسل بدفع مساعدات مشكور عليها.
جواد خوري