القوّات وشارل مالك
رداً على مقالة الأستاذ جان عزيز في صحيفتكم الغراء في 1 تموز 2010 بعنوان «مات شارل مالك، عاش سعيد ميرزا»، يرجى نشر التوضيح الآتي:
تؤكد القوات اللبنانية أن واقعة اعتقال ابن المرحوم شارل مالك على يد القوات اللبنانية التي أشار إليها كاتب المقال لم تحصل في أي وقت من الأوقات، وتشير كذلك إلى أن المتهم بحادثة ضهر العين حنا البرساوي لم يكن المسؤول عن البلدة، بل كان عضواً في لجنة البلدة، ولا يغب عن ذهن كاتب المقال أن أحداثاً كحادثة ضهر العين هي أحداث من الممكن وقوعها في كل الدول والمجتمعات بمعزل عن الطبقة الاجتماعية والمستوى العلمي والانتماء السياسي للمتورطين فيها.
يحق لكاتب المقال أن لا يتفق مع القوات اللبنانية في سياستها وأن يخالفها الرأي في توجهاتها، لكن لا يحق لمَن يدافع عن الحريات وفق ما يتبيّن من مضمون المقال أن يستفيد من حرية قلمه بالذات للتجني الفاضح على القوات اللبنانية.
القوّات اللبنانيّة ــ الدائرة الإعلاميّة

■ ■ ■


الشرق الأوسط الجديد

نشرت جريدتكم مقالاً لمراسلكم في دمشق وسام كنعان بعنوان «الشرق الأوسط الجديد بزغ فجره... أون لاين»، وقد احتوى المقال على عدد من الأخطاء الواضحة، بالإضافة إلى تحيّز واضح ضد مشروع ون ميد إيست الذي أمتلك موقعه وأتحدث باسمه، وقد أحببت أن أورد بعض الإيضاحات في ردي هذا.
خلال سنوات من النشاط التدويني على موقعي الخاص CreativeSyria.com وموقع الدكتور جوشوا لانديز SyriaComment.com ، عملتُ مع مجموعة من المغتربين السوريين واللبنانيين على تقديم مادة تجمع بين الرأي والتبيان التاريخي والقانوني، وكذلك المنطق، كانت دائماً تهدف إلى رفد المواقف الوطنية لسوريا بجهودنا المستقلة المتواضعة، وإتاحتها لشريحة عريضة من القراء الغربيين. وبالإمكان الاطلاع على هذه المواد من أرشيف الموقعين المذكورين. وخلال هذه السنوات، كان عدد من الزوار الإسرائيليين يكتبون آراءهم ويقابلهم المغتربون السوريون واللبنانيون وغيرهم بالردود سجالاً، كما يحدث في مواقع الجرائد العالمية في كل أنحاء العالم.
وقد لاحظنا بعد سنوات من هذا النشاط، أن جميع النقاشات، من أي نقطة ابتدأت، سرعان ما تصل إلى نقاط معينة يراوح النقاش عندها. من هنا، جاءت فكرة موقع ون ميد إيست، وهي فكرتي وليست مدفوعة من أي طرف كان، لإنشاء ساحة لمبارزة هذه الأفكار في مكان واحد، يصلح لأن يكون مرجعاً في ما بعد لكل تلك النقاط. ومنح الموقع كلاً من الطرفين مساحة لإيراد ما يرى كل طرف أنها معوّقات ذات ثقل حقيقي في الشارع الذي يمثله، ومنح للطرف الآخر الفرصة لإيراد رده على تلك النقاط. بمعنى آخر، إن المشروع أتاح ساحة للمبارزة ـــــ إن صحّ التعبير ـــــ على مستوى القانون والمنطق، ويمكن الاطلاع على ذلك بوضوح من الموقع مباشرة.
لكن من المؤسف أن مراسلكم وسام كنعان، يبدو أنه لم يطّلع كفاية، وأنه بنى رأيه على ما أورده موقع «كلنا شركاء» من مغالطات غير مسؤولة، أوردها خلال العديد من المقالات التي تناولت هذا المشروع، وأود أولاً أن أصحح بعض الأخطاء المباشرة التي وردت في مقالكم.
أولاً، جاء في مقال السيد كنعان قوله: «أعلن أحد المدوّنين السوريين المشاركين في الحوار أنه يشكر الرئيس السوري بشار الأسد والحكومة، لتعاملهما الإيجابي مع المشروع»، وهذا غير صحيح؛ إذ إنني المتحدث السوري الوحيد باسم المشروع، وهو مشروع مستقل عن أية جهة رسمية، وليست لأية جهة رسمية في سوريا أي تعامل مع هذا المشروع لأشكرها عليه أصلاً. أنا لم أقل ما ورد في مقالكم، وأطلب من مراسلكم أن يبيّن من أين أتى بهذه الجملة عن لساني؟ أكرر أن هذا المشروع مشروع مستقل، مركزه كندا، واهتمامه بالدرجة الأولى أكاديمي، وليست له أية علاقة بأية جهة رسمية سورية.
ثانياً، أورد المقال قول مراسلكم: «كذلك، رفضت آراء أخرى التعامل مع أوطراقجي كما يُتعامل مع السوريين، لكونه يحمل الجنسية الكندية، ويظهر تعاطفاً وميلاً للتطبيع مع إسرائيل يبدو جلياً من خلال مقالاته التي تنشرها صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية». هذه الجملة تمثل هجوماً شخصياً من مراسلكم الذي لا يعرفني. أنا لم أقابل إسرائيليين كجزء من نشاطي الذي أقوم به في خدمة سوريا وباتجاه السلام. أنا أكتب وأشارك «أون لاين» كما يفعل كثيرون غيري في آلاف الصحف والمواقع العالمية. كذلك أنا لم أكتب لـ«هآرتس» أو لغيرها من الصحف الإسرائيلية، لكن لا أضمن إن كان بعض الصحف يأخذ مقتطفات من مقالاتي ويعيد نشرها، كما حدث عام 2007 عندما أشارت «هآرتس» إلى المقالات التي نشرها موقعي CreativeSyria.com لمناسبة مرور أربعين عاماً على احتلال الجولان. هذا بحث لمقالات الكثيرين ممّن يكتبون، ولا يعني أنني أنشر مقالاتي في الصحف الإسرائيلية، وبالتأكيد لا يعني أنني أظهر تعاطفاً وميلاً للتطبيع مع إسرائيل.
ثالثاً، أورد مراسلكم قوله إن «الخطوة اللاحقة للحوار بحسب الصحيفة، ستكون دعوة لصانعي القرار والمسؤولين من الطرفين لإطلاق الحوار مجدداً». وهذا خبر خاطئ جملة وتفصيلاً، إذ إن موقع ون ميد إيست يقول بوضوح إن الخطوة التالية ستكون بدعوة الخبراء وأصحاب الرأي لمناقشة التحديات أمام السلام التي وردت في الموقع. وهناك فرق بين «الخبراء وأصحاب الرأي» ونقصد بهم الأكاديميين، وكتّاب الأعمدة السياسية في الصحف الكبرى، ورؤوس مراكز الدراسات في العالم الغربي، وبين «صانعي القرار والمسؤولين» وهم الطبقة السياسية الذين لا علاقة لنا بهم، ولا علاقة لهم بهذا المشروع لا من قريب ولا من بعيد.
رابعاً، ذكر مقال مراسلكم أن بياننا الصحافي (أشار إليه بالإعلان)، أنه «ذكر... أسماء صحافيين، ومحللين سياسيين سوريين سارع بعضهم إلى نفي مشاركته»، وهذا غير صحيح كذلك، وبالإمكان الرجوع إلى البيان الصحافي على الموقع مباشرة «Press Release»، وهو لا يذكر أية أسماء لأي أشخاص من الذين ذكرهم موقع «كلنا شركاء».
كميل أوتراقجي