غطّى مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي مع وزير خارجيّته حسين أمير عبد اللهيان الأخبار العاجلة منذ عصر الأحد، عندما تتالت الأخبار عن تعرّض إحدى المروحيّات الثلاث في موكبه إلى حادث، وازدادت مع المعلومات عن فقدان الاتّصال بمروحيّته مساءً قبل تأكيد خبر تحطّمها صباح الإثنين. غير أنّ ذلك لم يعنِ أنّه كان الخبر الأهمّ على كلّ وسائل الإعلام، بسبب بروز أخبار أخرى إلى الواجهة، ولا سيّما بشأن مذكّرات التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحقّ قادة في المقاومة الفلسطينية بالإضافة إلى مسؤولين في كيان العدوّ على رأسهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. هكذا، بدا كأنّ الوسائل الإعلامية تتوزّع الأدوار، كلّ لأسبابها الخاصّة أو بحسب رؤيتها للأخبار.عند «الجزيرة» القطرية مثلاً، كان خبر المحكمة طاغياً طوال النهار، بحيث نقلت التصريحات المتعلّقة واستضافت محلّلين للتحدّث عن الموضوع. أمّا على «العربية» و«الحدث» السعوديّتَين، فكان الحدث في إيران هو الطاغي. هكذا، نقلت تداعياته وتفاصيل متعلّقة به وبخلفية الشخصيّات على المروحية وحتّى أفسحت هواءها لضيوف من إيران. على RT الروسية، لم يطغَ خبر على غيره، فبدأت بقرار المحكمة الجنائية، وانتقلت إلى خبر الرئيس الإيراني بحيث استُضيف بعض المحلّلين ووُجّهت أصابع الاتّهام إلى العقوبات الغربية التي أثّرت على نوعية المروحيّات في إيران، قبل أن يذهب تركيزها ابتداءً من بعد الظهر إلى قرار المحكمة العليا في لندن السماح لمؤسّس موقع «ويكيليكس» جوليان أسانج بالاستئناف ضدّ قرار تسليمه إلى الولايات المتّحدة لمحاكمته هناك.
لبنانيّاً، غطّى الخبر مقدّمات نشرات الأخبار مساء الأحد والإثنين، وحصل على أهمّية عادية الأحد على القنوات الثلاث المهيمنة، ما يعني أنّه اصطفّ إلى جانب الأخبار الأخرى لكن من دون إغفال كامل تفاصيله نظراً إلى تأثيره إقليميّاً في نظر هذه القنوات. كما حامت غالبية القنوات اللبنانية حول فرضية أن يكون العمل مدبَّراً من جهات استخبارية خارجية، ولا سيّما أميركية أو إسرائيلية، بما أنّ الرحلة انطلقت من أذربيجان ذات العلاقات الوطيدة مع كلّ من الولايات المتّحدة و«إسرائيل»، لكنّها حرصت على التأكيد على أنّها تكهّنات وليست معلومات مؤكَّدة. من جانب آخر، كان بعض القنوات يستعرض توقّعات للمنجّمَين ميشال حايك وليلى عبداللطيف بحصول حدث مشابه خلال هذا العام، مدّعياً أنّهما أصابا بتوقّعاتهما التي أطلقاها في ليلة رأس السنة.