في اليوم الـ 132 للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لا تزال المقاومة صامدة والجيش البائس حائر كيف يحقّق النصر. بما أنّ أمنيات الاحتلال لن تتحقّق، وعلى قاعدة تظاهر بالأمر حتى ينجح، يتعمّد العدو استهداف الصحافيين في غزة، لمنع وصول صور المجازر إلى العالم. ووفقاً لـ «نقيب الصحافيين الفلسطينيين» ناصر أبو بكر، فإنّ العدو الإسرائيلي قتل 10 في المئة من صحافيي غزة، بهدف «منعهم من إيصال حقيقة ما يحدث في القطاع إلى العالم»، بحسب قوله.أثناء مشاركته في ندوة في مدينة الدار البيضاء المغربية، يوم الثلاثاء الماضي، قال النقيب إنّ «عدد القتلى الصحافيين ارتفع يوم الاثنين الماضي إلى 120 شهيداً. ما يعني أن 10 في المئة من الصحافيين تمّ قتلهم»، كون النقابة تضمّ نحو 1300 صحافي في القطاع. وتزامن كلام بو بكر مع استشهاد الصحافية آلاء الهمص في قصف إسرائيلي، بعدما كانت قد أصيبت بكسر في العمود الفقري في غارة سابقة في شهر كانون الأوّل (ديسمبر) الماضي. كما أصيب أمس مراسل شبكة «الجزيرة» إسماعيل أبو عمر ومصوّرها أحمد مطر بجروح خطيرة في استهداف إسرائيلي في جنوب خان يونس.
وأشار «نقيب الصحافيين الفلسطينيين» إلى تدمير العدو المؤسسات الإعلامية في غزة، إلى جانب وجود عشرات الصحافيين الأسرى والجرحى، بفعل العدوان المستمرّ على القطاع منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وأوضح أبو بكر أنّ «خطاب إسرائيل الإعلامي يقوم على نشر الكراهية والقتل والتحريض ضدّ الشعب الفلسطيني». وشدّد على أنّ «الصحافيين يعملون في ظروف صعبة، ويقومون بتغطية أكبر وأبشع مجزرة في تاريخ الإعلام. لم يتم قتل هذا العدد من الصحافيين سواء في حرب فيتنام أو الحرب العالمية الثانية، أو الحرب الأوكرانية. لكن الجيل الجديد من الصحافيين يمتلك الشجاعة والمهنية التي تؤهّله لنقل الحقيقة إلى العالم».
في السياق نفسه، أعلن النقيب عن بدء إجراءات قانونية بالتنسيق مع مجموعة من المحامين في العاصمة البريطانية لندن، لتقديم دعوى إلى «المحكمة الجنائية الدولية» حول جرائم العدو الإسرائيلي ضد الصحافيين. ودعا النقيب الصحافيين إلى وقوف دقيقة صمت في مقرّات عملهم في «اليوم العالمي للتضامن مع الصحافيين الفلسطينيين» في 26 أيلول (سبتمبر) من كل عام، دعماً للصحافيين الفلسطينيين.
يذكر أنّه منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، استهدف العدو العاملين في «مهنة المتاعب» وعائلاتهم، وسط صمت الجمعيات الدولية التي تطالب بحقوق الصحافيين، في تماهٍ مع السردية الإسرائيلية وتلميع لصورة الصهاينة وجرائمهم.
الجدير ذكره أنّ الاحتلال لم يترك شاشة عالمية أو منصة تواصل اجتماعي إلا ووضع فيها إعلاناً لابتزاز عواطف الشعوب الغربية. كان آخرها يوم الأحد الماضي خلال نهائي «كرة القدم الأميركية» (السوبر بول) الذي شاهده أكثر 123 مليون أميركي، وفقاً لقناة CNBC. في استراحة ما بين الشوطين في المباراة، عُرض أكثر من إعلان إسرائيلي مدّة كلّ منها 30 ثانية، وبكلفة 7 ملايين دولار أميركي، حسب تقرير أوردته صحيفة «وول ستريت جورنال». روّجت الإعلانات للعدوان الإسرائيلي على غزة وتزامنت مع قصف الاحتلال لمدينة رفح. بدأ أحد الإعلانات بإظهار أحد لاعبي كرة القدم الأميركية وهو يلعب مع ابنه، قبل أن يُظهر مقاطع للأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة وهم يلعبون مع أطفالهم قبل 7 تشرين الأوّل، أي عندما تمّ أسر نحو 250 إسرائيلياً. وانتهى الإعلان بهاشتاغ «أعيدوا جميع الآباء إلى الوطن»!