في مثل هذا اليوم من العام الماضي، إغتال العدو الإسرائيلي شيرين أبو عاقلة (1971 ــ 2022) بالرصاص الحيّ خلال تغطيتها غارة عسكرية على مدينة جنين في الضفة الغربية. رغم أنّ مراسلة شبكة «الجزيرة» كانت ترتدي خوذة وسترة الصحافة الواقية من الرصاص، لكن قنّاصاً صهيونياً أطلق النار عليها، ضارباً بعرض الحائط قانون حماية الصحافيين.هكذا، انضمت شيرين إلى قافلة الشهداء الفلسطينيين، بعدما رافقت أبناء بلدها لنقل أوجاعهم طيلة 25 عاماً حيث عملت مراسلة لدى شبكة «الجزيرة» القطرية. عرفت الصحافية الفلسطينية بصوتها القوي الذي أوجع العدو الذي دأبت على فضح جرائمه بحقّ الفلسطيين.
كانت شيرين مثالاً للصحافيين الذين حملوا دماءهم على أكفّهم، حتى أنّها قالت في إحدى المقابلات: «ليس سهلاً ربما أن أغيّر الواقع، ولكنّني على الأقل كنت قادرة على إيصال ذلك الصوت الى العالم».
لم يكتف العدو الإسرائيلي باغتيال أبو عاقلة، بل تعرّض حاملو نعشها للضرب من قبل جنوده، ووصفت جنازتها بأنّها «من كبرى الجنازات في فلسطين». حضر لوداع شيرين آلاف الفلسطيين الذين أتوا من كل نجدب وصوب، معبّرين عن حزنهم لرحيلها.
وكانت شيرين قد التحقت بـ «الجزيرة» عام 1997، كصحافية ميدانية، وواجهت الموت مراراً بسبب شجاعتها وتغطياتها التي وصلت إلى كل منزل عربي.
في هذا السياق، ضجّت السوشال ميديا صباح اليوم بالذكرى. فراح كثيرون ينشرون التعليقات والفيديوات من أرشيف المراسلة، مؤكدين أنّ قاتليها لم ينلوا جزاءهم بعد. غزت صور شيرين الفضاء الافتراضي، وتزامن إحياء هذه المناسبة الحزينة مع العدوان الذي تشنّه إسرائيل على غزة. وهناك من كتب: «شيرين أبو عاقلة الجزيرة القدس المحتلة»، في إشارة إلى أن شيرين رحلت عن هذه الدنيا، ولكن صوتها لن يغيب أبداً.