قبل ساعات مما سميّ «مسيرة الأعلام» التي قادها مستوطنون اسرائيليون في القدس المحتلة، استنفر العالم لمواكبة هذا الحدث الذي ينظمه اليمين المتطرف الإسرائيلي في ذكرى احتلال «اسرائيل» لمدينة القدس عام 1967. حدث تدنيس «المسجد الأقصى» من قبل هؤلاء، واعتدائهم على المقدسيين، تعمد معظم الإعلام المحلي والعربي، وضع مسافة من هذه الإعتداءات ونقل ما يحدث في باحات الأقصى والبلدة القديمة بطريقة «محايدة» تتحدث عن هذه المسيرة السنوية، وعن توقيتها الذي يثير «استفزازاً» لدى الفلسطينيين. وحدها ساحات السوشال ميديا كانت المساحة الأرحب لنقل مشاهدات أخفتها المنصات الإعلامية التقليدية. فبعد الدعوة افتراضياً الى التكاتف ونشر الأعلام الفلسطينية، رداً على «مسيرة» المستوطنين الإسرائيليين، شكل عدد من الفيديوات التي نقلت استبسال الفلسطينيين في هذه الساحات، رجالاً ونساء، وحتى من أعمار هرمة، وتصديهم لهذا التدنيس وتكريس الإحتلال لمدينة «القدس»، فرصة جديدة لمحاربة التعتيم الإعلامي وكسر فكرة جعل القضية الفلسطينية حدثاً هامشياً. هكذا، لعبت المساحات الإفتراضية مرة جديدة دوراً في نقل النبض الفلسطيني من الداخل، بعدما تمركزت الكاميرات على مدار المسجد الأقصى، وشكلت الوسوم المتكررة من «#نفير_الأقصى»، و«#الزحف_نحو_القدس»، و«#فلسطين_قضيتي» و«#لن_تمر_مسيرة_الأعلام»، فرصة إضافية للإستنفار الإفتراضي، ونقل صورة الإحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه على حقيقتها بدون تجميل، في تنكيلهم للمقدسيين واعتدائهم على الناس والأماكن المقدسة. في هذا الصدد، برزت مراسلة «الميادين» هناء محاميد، التي غطت هذه المسيرة، ووقفت بجرأة أمام مستوطن اسرائيلي حاول منعها من استكمال رسالتها على الهواء، بالوقوف أمام الكاميرا، فما كان من محاميد الا أن صرخت بوجهه باللغة العبرية، والعربية كذلك قائلة له «روح من هون». ثم عادت واستكملت رسالتها بالتشديد على ضرورة أن تصل الصورة الى العالم، وعلى أهمية الإعلام في نقل وقاحة العدو الإسرائيلي ونقل صورة الفلسطيني الذي يتصدى لممارسات الإحتلال على أرضه.