مع عودة سفراء الخليج الى بيروت، بعد قطيعة دامت خمسة أشهر، تعود معها حركة الإعلام اللبناني الذي اعتاد الحجّ الى دار هؤلاء، وتغطية أنشطتهم والترويج لسياساتهم. أمس، دعا السفير السعودي وليد البخاري مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان ومجموعة أخرى من المفتين الى مأدبة الإفطار، على أن تتعاقب في ما بعد على موائد الإفطار السعودية شخصيات سياسية ووزارية. وكان لافتاً في هذا المجال، «تخييم» «الجديد» في دارة البخاري في «اليررزة» وتخصيصها في نشرة الأخبار مساحة ترويجية لهذه المأدبة، ولسياقاتها السياسية. هكذا، حرصت المحطة على نقل أجواء هذا الإجتماع، وأعلمت اللبنانيين بكل «مستجد» عبر خدمة الأخبار العاجلة، إضافة الى اجرائها مقابلة مع دريان امتدت لأكثر من ثلاث دقائق، كانت مراسلتها ريف عقيل تبدي قلقها من «إنتكاسة» للعلاقات الخليجية -اللبنانية، وتسأل المفتي عن الضمانات لتجنب ما وقع به لبنان في السابق! فقد حضرت مراسلة المحطة الى منزل البخاري، مرددة بيان الخارجية السعودية عن «أهمية» عودة السفراء الخليج الى لبنان واعادته «إلى عمقه العربي». وسبقت هذه التغطية، استهلالية في نشرة الأخبار المسائية، من العيار الثقيل، لم تتوان عن امتداح هذه العودة، و«ارسائها أجواء تفاؤلية». الإستهلالية اعادت نقل كلام وزير الخارجية الكويتي أحمد ناصر المحمد الصباح بأن الكويت «لن تدخر أي جهد لدعم لبنان ومساعدته على النهوض من جديد»، وربطت العودة بفتح الصناديق الإنتخابية في أيار (مايو)، التي أطلقت عليها وصف «صناديق الودّ مع لبنان»، من دون اجراء أي مسافة نقدية من التدخل الأجنبي في استحقاق وطني. هكذا، تعود المشهدية الإعلامية نفسها الى إطلاق عجلاتها، نحو سفارات الخليج على رأسها السفارة السعودية، في وقت حرج تقف فيه البلاد على حافة إنتخابات ومعارك مصيرية بين الأفرقاء السياسيين.