اعتبر المكتب التنفيذي للنقابة الوطنيّة للصحافيّين في تونس، في بيان أصدره بمناسبة الذّكرى الحادية عشرة لاندلاع شرارة ثورة الياسمين، أنّ حرية الصّحافة أصبحت مهدّدة جديّاً بسبب سياسة التّعتيم التي تُمارسها رئاستا الجمهورية والحكومة.وأدان البيان تغييب الصحافيّين التونسيّين عن المؤتمر الصحافي للرئيسين التونسي قيس سعيد والجزائري عبد المجيد تبون، إذ تم الاكتفاء بدعوة ممثّلين عن وكالة تونس أفريقيا للأنباء (الوكالة الرسمية) والإذاعة الوطنيّة والقناة الأولى للتلفزة الوطنيّة، فيما اشترط عدم توجيه أي سؤال لسعيد، الأمر الذي اعتبرته النّقابة سابقة تؤشر لوجود خطر داهم على حريّة الصّحافة، خصوصاً أنّ المؤتمر الصحافي للرئيسَين سعيد ونظيره الفلسطيني محمود عباس استُثني منه الصحافيّين تماماً!
بيان النقابة عرّج أيضاً على المنشور عدد عشرين لرئيسة الحكومة نجلاء بودن رمضان الذي يشترط ترخيصاً مسبقاً من رئاسة الحكومة قبل إجراء أي مفاوضات مع النقابات في الوزارات والمؤسسات العامة. وكانت رئيسة الحكومة طالبت الوزراء وكتّاب الدولة بتعيين ناطقين رسميّين واستشارة مصالح الإعلام في رئاسة الحكومة قبل الإدلاء بأي تصريح!
في السياق نفسه، اعتبر المكتب التنفيذي الموسّع أنّ هذه الأجراءات مؤشّر خطير على ما تتّجه له البلاد من انغلاق وتعتيم ومنع الصحافيّين من الحصول على المعلومات، ممّا يهدّد المكسب الوحيد الذي تحقّق للتونسيّين وهو حرّية الإعلام بعد سقوط نظام زين العابدين بن علي الذي عُرف بتشدّده الكبير في مجال حريّة الصحافة والتعبير.
وطالب المكتب التنفيذي الموسّع الصحافيّين بالتشهير بأي مسؤول يُمارس التعتيم أو يُضايقهم في عملهم، معلناً عن تنظيم تحرّكات احتجاجية من أجل الضغط على رئاستي الجمهورية والحكومة للتراجع عن هذا التوجّه الذي يهدّد الحريات التي تحقّقت بعد نضالات طويلة.
يُذكر أنّ الهيئة العليا للإعلام السمعي البصري دعت من جهتها الإذاعات والتلفزيونات إلى الحرص على تقديم برامج تتوافر فيها التعدّدية السياسيّة وعدم الاكتفاء بوجهة نظر واحدة، مثلما كان الحال عليه قبل سقوط نظام بن علي.
بعد عشر سنوات من سقوط نظام بن علي الذي كانت تصنّفه منظّمات دولية بأنّه من المعادين لحريّة الصّحافة والإعلام، يبدو أنّ تونس في اتجاه العودة إلى هذا المربّع. وأمام هذا الواقع دعا المكتب التنفيذي الموسّع للنقابة الرئيس سعيد إلى الالتزام بما سبق ووعد به حول عدم المسّ بحرية التعبير والصحافة.