لا تزال الساحة الإعلامية في ألمانيا تضجّ بخبر التسريبات الصحافية التي أدّت إلى تجميد التعاون بين قناة «دويتشه فيله» (DW) الألمانية الناطقة بالعربية ومجموعة من وسائل الإعلام وباقة من الصحافيين بحجة «معاداة السامية». منذ نهاية شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، تُنشر بشكل شبه يومي، تقارير في مواقع وصحف ألمانية تتعلّق بمقالات وريبورتاجات لشاشات عربية وشخصيات إعلامية، الأمر الذي يفضي إلى تجميد نشاط DW مع تلك المؤسسات والشخصيات. البداية كانت مع تقرير نشرته صحيفة «زود دويتشه تسايتونغ» الألمانية وأدّى إلى تعليق المحطة العمل مع خمسة صحافيين عرب ولبنانيين، وهم: مدير مكتب بيروت لقناة «دويتشه فيله» باسل العريضي، اللبناني داوود ابراهيم، مرهف محمود، مرام مرقة (مرام شحاتيت) وفرح سالم. واستند التقرير إلى تعليقات وتغريدات للصحافيين قبل سنوات طويلة، واضعاً إياها في خانة «العداء للسامية». وصلت التقارير التي يمكن وصفها بـ «الاستخباراتية» إلى قناة «رؤيا» الأردنية التي وقّعت عقد شراكة وتعاون مع «دويتشه فيله» عام 2020. لكن قبل أيام، نشرت صحيفة «بيلد» تقريراً مفصّلاً معتبرة فيه أنّ المحطة الخاصة التي تأسّست عام 2011 تدعو في تقريرها المصوّر المذكور إلى «معاداة السامية». لم يتوقّف الأمر هنا، بل وصل إلى قناة «الجديد» اللبنانية التي جُمّد عملها مع DW بعدما نشرت النسخة الألمانية من Vice تقريراً استندت فيه إلى تقارير لـ «الجديد» وملصقة بالأخيرة «التهمة» نفسها.
في آخر تطوّرات تعاون «دويتشه فيله» مع القنوات العربية، حان دور وكالة «معاً» الفلسطينية بالإضافة إلى الصحافي السوري أكثم سليمان. في هذا السياق، نُشر أمس تقريران، الأوّل في صحيفة «فيلت أم زونتاغ» تناول سليمان الذي كان يعمل مديراً لمكتب قناة «الجزيرة» القطرية في ألمانيا واستقال عام 2012 ليتعاون لاحقاً مع «دويشته فيله». وجّه التقرير أسئلة تتعلّق بالصحافي السوري وموقفه من النظام في بلاده ورأيه بقناة «المنار» اللبنانية، داعياً إلى وقف التعاون معه. أما في التقرير الثاني الذي نشرته أمس صحيفة «بيلد»، فيتعلّق بوضع وكالة «معاً» الفلسطينية. توقّفت المادة الصحافية عند أداء وعمل الوكالة والتي تدعو إلى «الانتفاضة الفلسطينية بوجه العدو الإسرائيلي»، بحسب تعبير الصحيفة.
على الضفة نفسها، تلفت المعلومات لـ «الأخبار» إلى أنّ في رصيد القناة الألمانية نحو 250 عقد تعاون مع شاشات ومؤسسات إعلامية عربية، لكن يتم تباعاً تجميد العمل بموجبها لأسباب متعدّدة تصبّ كلّها في خانة «معاداة السامية».