غداة الرابع من آب (أغسطس)، تاريخ انفجار مرفأ بيروت، أطاح الأخير بشظاياه ألبوم اليسا «صاحبة الرأي»، بعد حملة دعائية واسعة له. انطفأت أضواء المغنية اللبنانية، لتلجأ الى وسائل التواصل الإجتماعي، وتعزّز حضورها هناك، مستخدمة آراءها السياسية التي عادة ما تجنح صوب الإنحياز والغوغائية. أمس، كانت اليسا حديث السوشال ميديا، بعد انتشار مداخلة لها في حفل «مؤسسة مي شدياق» (بثت على mtv) مع مذيع «العربية» اللبناني طاهر بركة، تتحدث فيه عن الحريات وعن «استئسادها» للبقاء في بلدها تنعم بـ«حرية اللباس» وتأكيدها بأنها لن تغير طريقة ارتدائها الـ «ديكولتيه»، لأنّ «في حزب عم يحكمنا»!. المداخلة التي امتدت على خمس دقائق من الوقت، أشاد فيها طاهر بضيفته التي وصفها بـ«صاحبة الرأي الحقيقي»، وبـ «الإنحياز للحرية قبل رأي الآخرين فيها». وتحدثت فيها المغنية اللبنانية عن الهجرة، وعن بقائها في لبنان رغم الظروف الصعبة التي يمرّ بها، فقد كاشفتنا بأنها تعيش كالبقية في منزلها، مع قطع الكهرباء (3 مرات نهاراً!) والإنتظار في الطابور لتعبئة البنزين. مداخلة أكدت فيها بأنها توافق عبارة «كلن يعني كلن»، لكن يبدو أنّ الكل هنا مستثنى ما عدا «حزب الله» الذي لم تسمّه، بشكل مباشر، لكن بالطبع قصدته لدى الحديث عن حرية اللباس، و«الهيمنة»، ولدى تعريجها ايضاً، على مساعدة الأحزاب اللبنانيين في الوقود والبطاقات التموينية. واقعاً، تضع اليسا نفسها في إطار شخصية عامة، تدأب خلف اجتذاب الأضواء في زمن العتمة الشاملة، واختراع معارك وهمية، كمحاربة طواحين الهواء، من واقع لا يشي بأنّ شيئاً مما قالته يحصل في بلاد الأرز، والدليل سلسلة الردود على كلامها بأنّ اللبنانيين ينعمون بحرية اللباس والمعتقد منذ سنوات، وما قالته اليسا، محض افتراء وتصويب سياسي لا أكثر.