قبل أن تخمد نيران الحريق الذي اشتعل في ميناء «جبل علي» جنوب دبي، كانت وسائل الإعلام السعودية قد عمدت الى اطفاء الحدث، و«ضبضبته»سريعاً. مع الإنتشار السريع للشريط على السوشال ميديا على مقربة من الميناء والذي أظهر حريقاً هائلاً مندلعاً وصل أصداء أصواته الى مكاتب «مدينة دبي للإعلام»، التي تضم كبريات الشركات الإعلامية والإعلانية العربية والعالمية داخل المدينة، كانت الرواية الرسمية لا تزال غائبة. إذ سارعت «العربية» الى احتواء الحدث الذي هز دبي ومعها باقي مناطق العالم، حول حادث أمني قد يكون نادر الحصول في تلك المنطقة. بثت المحطة صوراً من هناك، وتولى مراسلها مهمة كشف «غموض الحادث» بمعزل عن آراء الخبراء والمطلعين على طبيعة الحريق وأسبابه. ونقلت عنه المحطة «توقعاته» بأن ما حصل سببه مواد مشتعلة في إحدى السفن التي كانت تحمل مواد شديدة الاشتعال، ومع استباق التحقيقات الأمنية في هذا المجال، والسعي نحو الجزم بأن ما حصل يندرج ضمن حادث قد يحصل في أي مكان كما أكدت منى المرّي المديرة العامة «للمكتب الإعلامي لحكومة دبي»، التي ظهرت على الشاشة السعودية. ولفتت الى أن «دبي هي المكان الآمن على مستوى العالم»، وأن الحادث «طبيعي» حصوله في الحاويات، في وقت غابت فيه كاميرات التلفزة عن مكان الحدث. طبعاً، محاولة تطويق الحادث بشكل سريع، من قبل السعودية، وتصويره على أنه «طبيعي» انسحب على باقي المنصات الخليجية، سيما الإماراتية التي لم تضع ثقلها في تحليله بل اكتفت بنشر مجموعة بيانات صادرة عن حكومة دبي وعن اللواء راشد ثاني المطروشي، قائد عام «الدفاع المدني فى دبي» الذي كان متواجداً في الميناء، وأكد السيطرة على الحريق بشكل كامل.