حين انتشرت على السوشال ميديا صور الرفوف المرصوصة التي تظهر أحد المراكز التجارية التي خصصها «حزب الله» لشراء المواد الغذائية، بأسعار مقبولة عبر إطلاقه بطاقة «السجاد»، قامت الدنيا ولم تقعد. وقتها اتهمت بعض القنوات الحزب بارساء «فيدرالية» خاصة به في المناطق، وبعدها بدأت حملات السخرية تطال هذه المبادرة على السوشال ميديا. ومع هذا الهجوم المركز على البطاقة الغذائية التي تسعى الى مساعدة المحتاجين، مقابل الغلاء الفاحش الذي يثقل كاهل اللبنانيين، بتنا نشاهد – وفي ازدواجية معايير- واضحة، مجموعة تقارير ترويجية لتوزيع اعاشات «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، على المعوزين. هكذا، بدأت mtv، قبل أيام ببث تقارير مماثلة، دخلت على خط متضرري المرفأ، وكيفية اعادة المركز لترميم البيوت وشراء الأثاث لها. وكان لافتاً، طريقة تنفيذ التقرير في سياق يظهر مدى الإنبطاح للملك السعودي وولي عهده، من خلال نشر صورتهما في المنازل، والمديح المبالغ به من قبل معدّ التقرير أو من أصحاب البيوت. نصل الى يوم أمس، موعد توزيع صنادق الإعاشة الى المحتاجين. إذ اتخذ المركز من «الملعب البلدي» مكاناً للتوزيع، ورفعت صور عملاقة للملك وولي عهده هناك، فخصصت «الجديد» التي سبق أن اتهمت الحزب بالفيدرالية، تقريراً في نشرة أخبارها امس، من الملعب، وراحت تتحدث عن «مبادرة ملكية وتوجيه من الملك سلمان وولي العهد»، بتوزيع حصص غذائية على المحتاجين. التقرير الدعائي المطعم بعبارات المديح والشكر، انتقل كخبر هذه المرة على mtv، لنكون أمام مشهدية تعتمد الإزدواجية ملاذاً لها، مع فارق أن بطاقة «السجاد»، لا تظهر وجوه المستفيدين منها ولا ترفع صور الحزب الذي أطلقها أو أحداً من قياداته، ولا تكيل المدائح له.