رغم عدم تعيين مجلس إدارة جديد لـ«تلفزيون لبنان» منذ أكثر من أربع سنوات بسبب التجاذبات السياسية بين الأطراف الحاكمة، إلا أن حركة تعيينات يشهدها التلفزيون وتقودها وزيرة الإعلام في حكومة تصريف الأعمال منال عبدالصمد. فقد قرّرت أخيراً تعيين غادة غانم العريضي (كانت تعمل مذيعة أخبار في التلفزيون) مديرة إدارية في «تلفزيون لبنان»، خلفاً لكمال عاقل الذي وصل إلى سنّ التقاعد. مع العلم أنّ التعيين بحسب قوانين التلفزيون، تحوطه علامات استفهام كثيرة تتعلق بآلية وكيفية تولّي الوزيرة التعيين في المنصب، ومدى صلاحياتها في التدخل به، بخاصة أنّ طوني عبدو كان يشغل منصب نائب المدير الإداري، ولكنه لم يعيّن مديراً مكان العاقل. في هذا السياق، تؤكّد عبدالصمد في اتصال مع «الأخبار» خبر تعيين العريضي مديرة إدارية في «تلفزيون لبنان»، قائلة «كوني وزيرة في حكومة تصريف الأعمال، أقدمت على هذه الخطوة بحكم الضرورة. لقد أخذت رأي هيئة التشريع، وجمعت السير الذاتية للمتقدمين، وأقمت تقييماً لكل شخص، إلا أنني توصلت إلى تعيين العريضي في المنصب». لكن كيف تمّت تلك المباراة في ظل جانحة كورونا؟. أجابت «إذاً، فلنغلق التلفزيون بسبب الأزمة! بالعكس، نحنا بحاجة للتغيير أكثر من أيّ وقت. فمهام المديرة الادارية ضروري حالياً في ظروف غير طبيعية لتوزيع المهام في زمن تفشي كورونا».لكن ماذا عن منصب نائب المدير الاداري الذي كان يشغله طوني عبدو سابقاً؟ تلفت الوزيرة الإنتباه بجوابها الذي ينمّ عن خلل ما، موضحة بأنها لم تكن تعرف بذلك المنصب. «لم أكن أعرف به، لاحقاً علمت بالأمر. لقد عيّنه مجلس الإدارة السابق، وهذه الحالة تعتبر غير قانونية. اللافت أن هناك دعاوى مقامة ضده، فالتكليف أو التعيين غير قانوني». بين العبارة والأخرى، تشدّد عبدالصمد على آلية تعيين غانم «إعتمدت ضمن معايير موضوعية وخبرة والمستوى العملي. ولا مكان للطائفي أو المذهبي أو الحزبي في ذلك التعيين».
كيف تواجه عبدالصمد الاتهامات التي تلاحقها بالتدخل في شؤون التلفزيون، بينما يجب أن يقوم المجلس بهذه المهام؟ تجيب: «أنا أحل مكان مجلس الإدارة. أمارس عملي في التلفزيون الرسمي ضمن نطاق ضيّق، أي أنني أنظر إلى التلفزيون من بعيد. لقد كان هدفي منذ تعييني في المنصب، تشكيل مجلس إدارة ضمن آلية تعيين اطّلع عليها الرؤساء الثلاثة. بالفعل تقدم للمنصب 45 إسماً، ولكن انفجار مرفأ بيروت أخّر التعيينات بسبب استقالة الحكومة». لا تنسى الوزيرة توجيه رسالة لبعض المغرضين على حد تعبيرها، «يبدو أن السهر ليلاً في وزارة الإعلام قد أزعج بعضهم!». في المقابل، تلفت مصادر لـ «الأخبار» إلى أنه لا يعلم أحد طبيعة المباراة التي تم وفقها تعيين العريضي، بخاصة أن إنتشار فيروس كورونا قد حدّ من المسابقات. وتساءل المصدر عن أسباب تعيين العريضي في المركز دون غيرها؟ ويوضح أنّ الوزيرة في حكومة تصريف الأعمال وقعت في الفخ الذي وقع فيه ملحم رياشي وزير الاعلام الذي سبقها، بعدما قررت إعتماد آلية تعيين جديدة لمجلس الإدارة في «تلفزيون لبنان». فبدل الإسراع في التعيين وكسب الوقت بالاتفاق مع رئيس الجمهورية ميشال عون على إسم محدد لمجلس الادارة، راحت تفتش عن آلية لتقدّم المتبارين، مما أوقع «تلفزيون لبنان» في فخّ الفراغ!