تحول برنامج «جعفر توك» إلى منصة لطرح المواضيع المثيرة للجدل، كاسراً التابوهات الثلاثة: «الدّين، والجنس، والسّياسة»، مستفيداً من منصات التواصل الاجتماعي.البرنامج الذي يقدمه جعفر عبد الكريم (1981) على شاشة «دويتشه فيلله» الألمانية، يطرح شعار «الاختلاف كبداية للحوار».
واختار الإعلامي اللبناني هذه المرة استضافة الفنانة السورية سلاف فواخرجي، في «حوار مختلف». وبالفعل كان الحوار مختلفاً، حيث ركز اللقاء على الموقف السياسي لنجمة «أحلام كبيرة»، بدل الخوض في مواضيع فنية تتعلق بالدراما السورية، وهي مجال عمل ضيفة البرنامج.
«ألا تدافعين عن القتل عندما تدافعين عن بشار الأسد؟»، هو أحد الأسئلة الاستفزازية التي طرحها عبد الكريم على بطلة «ولادة من الخاصرة»، التي باتت محاصرة بالاتهامات، وكانت مضطرة للبحث عن تبريرات لموقفها السياسي، وهو رأيها في النهاية كما قالت!.
واجه جعفر ضيفته (43 عاماً) بتعليقات المعارضين المتطرفين والنشطاء السياسيين وشهادات المعتقلين، وبدت كأنها مسؤولة عن عمليات القتل والتعذيب الممنهج وإلقاء البراميل على السوريين، ونزوح الملايين ومقتل نصف مليون سوري، لمجرد أنها عبرت عن وجهة نظرها.
وعندما زادت جرعة السياسة عن حدها، توجهت فواخرجي إلى مقدم البرنامج بعبارة تختصر المشهد: «أنا لست سياسية اسألني عن فني!».
هكذا تحول «جعفر توك» إلى منصة للتشفي السياسي، متحيزاً لوجهة نظر واحدة، ولم يعرض خلال الحلقة أياً من وجهات النظر المؤيدة لضيفته، حاصرها بصور «قيصر»، وبالغ في عرض وجهة نظر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، وتقارير «هيومان رايتس ووتش» التي تتحدث عن انتهاكات وجرائم ضد الإنسانية يرتكبها «النظام السوري»، فيما تجاهل جميع الارتكابات التي تقوم بها بقية أطراف النزاع في سوريا.
ونقل جعفر انتقادات عن التدخل الروسي والإيراني في سوريا، من دون الإشارة إلى الولايات المتحدة وتركيا ودول الخليج وعشرات الدول المتورطة في المذبحة السورية.
أما أجوبة نجمة «هوا أصفر»، فكانت تقليدية وعمومية من قبيل أن: «الدم السوري واحد وكلنا دفعنا الثمن وما حصل في سوريا مؤلم، وموقفي وطني وليس تأييداً لأشخاص، وأنا أدافع عن الأمان» من دون استنادها إلى معلومات وأرقام، وكان واضحاً عدم تحضر الممثلة السورية لهذه النوعية من الأسئلة، الأمر الذي انعكس ارتباكاً في بعض الأجوبة.
دافعت بطلة «عصي الدمع» عن ارتدائها الزي العسكري، ورفضت تسمية الجيش العربي السوري بأنه «جيش النظام»، وأنها «اختارت أن تكون إلى جانب وطنها ولا تريد أن تصبح سوريا مثل ليبيا والعراق»، مشيرة إلى وجود أخطاء أمنية كبيرة وضحايا أبرياء، و«لكن الطرف الآخر يمارس التعذيب والقتل أيضاً ونحن تعرضنا للقذائف»، وقالت: «كل شهيد ذهب يؤلمني للغاية، وأحزن على كلّ أم شهيد». وعندما سألها عن تنحي الرئيس بشار الأسد، أجابت أن الانتخابات المقبلة تحدد من هو الرئيس.
ورأت بطلة «حرائر» أن البديل الوحيد عن النظام الحالي هو جماعة «الإخوان المسلمين»، وأكدت أنها لا تقبل بتحول سوريا إلى دولة دينية، وتؤيد فصل الدين عن الدولة وأنها مع الغاء تحديد دين رئيس الجمهورية، معارضة أن يكون الفقه الاسلامي مصدراً أساسياً للتشريع.
ومنذ الإعلان عن الحلقة، بدأت معركة افتراضية على صفحات القناة الألمانية، بين مؤيد ومعارض، وفي حين هاجم المعارضون «الأخلاقيات المهنية» للقناة لإعطائها مساحة لفنانة مؤيدة للنظام لتبرير «جرائمه» كما زعموا، وجه المؤيدون سهامهم باتجاه الفنانة السورية، على اعتبارها تعلم مسبقاً أنها ذاهبة إلى قناة «شريكة في سفك الدم السوري»، وهو مصطلح دأب على استخدامه الموالون منذ بداية الحرب السورية.
وفي المساحة الصغيرة التي خصصت للجانب الفني، طرح عبد الكريم على نجمة «شارع شيكاغو» موضوع القُبلة التي أثارت ضجة في الشارع السوري، ورأت فواخرجي أنها «حالة صوفية» عالية لكن المجتمع يزداد تخلّفاً ورجعيّة، فيما أكبر نسبة متابعة للمواقع الإباحية هي لدى العرب.
https://youtu.be/t47n7Hy21hE