تزامناً مع العيد السابع والثمانين لجريدة «النهار» اللبنانية، أطلقت مجموعة «النهار» اليوم موقعها الالكتروني الجديد «النهار العربي» بعد استعدادات استمرت أشهراً. وكشفت الجريدة اليومية عن موقعها الذي يضمّ اقسام الفن والسياسة والمجتمع والاقتصاد والثقافة وغيرها. هذه الولادة ترافقها في الوسط الاعلامي اللبناني تساؤلات عن الدور والموقع في ظل التغييرات السياسية التي تشهدها المنطقة العربية. والاعلام اللبناني يشهد حالياً، كما هو معروف، أزمة حادة لم يسبق لها مثيل، تهدد وجوده من الاساس، ما أجبر عدداً غير قليل من وسائل الاعلام على دفع نصف راتب للموظفين. وكانت «النهار» أصلاً من أوائل وسائل الاعلام التي عانت من المشاكل المالية، وصرفت عشرات الموظفين مع تعويضات مجحفة بحقّهم، وبعض هؤلاء من مؤسسي الصحيفة، أو عمل فيها لسنوات طويلة. كذلك عاشت الصحيفة أزمة صعبة قبل أكثر من ثلاث سنوات، إذ لم يتقاض الموظفون يومها معاشاتهم على مدار عام كامل تقريباً، ولا تزال تلك المستحقات مكسورة على إدارة «النهار» إلى اليوم. في هذا السياق، كشفت نايلة تويني رئيسة تحرير «النهار» في إفتتاحية الموقع الالكتروني الجديد، أنّ «المولود الجديد ليس تجربة جديدة. فقد سبقه «النهار العربي والدولي» بأعوام قبل أن يتوقّف عن الصدور لأسباب لا مجال لها الآن». رغم تأكيد تويني أن المشروع الجديد ولد في «الزمن الصعب». واسترسلت في التغنّي بعلاقة الجريدة بمحيطها العربي، منذ يوم تأسيسها على يد جدّها وصولاً إلى والدها الصحافي الراحل جبران تويني الذي أكمل مسيرة والده.
وقد نقلت بعض المصادر لـ «الأخبار» أن تويني خلال جولة لها على بعض الدول الخليجية طلباً للمساعدة على شكل اعلانات، حصلت على تمويل من إحدى هذه الدول، لإطلاق مشروع عربي متنوّع. وتتحدث المعلومات عن تململ في صفوف موظفي الجريدة الاساسية، إذ يشعرون بالإحباط من المشروع الجديد الذي استقدم فريقاً كاملاً للموقع الجديد وتعاقد معه بشروط ممتازة، ضامناً وصول الرواتب في موعدها. في المقابل، يعيش موظفو «النهار» وموقعها الالكتروني، أزمة مالية صعبة في ظل تراجع الاعلانات في الصحيفة التي تتولاها إدارة شركة «شويري غروب» للاعلانات. ولم يحصل الموظفون على معاشاتهم كاملة منذ الخريف الماضي. وبسبب التظاهرات التي اندلعت في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، ولاحقاً أزمة فيروس كورونا، وجد الموظفون أنفسهم أمام ضائقة مالية بعدما دفعت إدارة الجريدة ربع أو نصف معاش لهم. ويحتج موظفو الجريدة على الادارة التي لم تستغل الامكانات الواردة للموقع الجديد، بهدف انهاء مشكلة معاشاتهم المكسورة. أما الموقع الالكتروني الوليد، فيستقطب كل اهتمام نايلة تويني التي تديره شخصياً بمساعدة فريق عمل على رأسه الصحافيان خليل حرب وموناليزا فريحة، مع الاستعانة بصحافيين من موقع «النهار» الأصلي.