قبل اندلاع الإشتباكات في شوارع بيروت، يوم السبت الماضي، تجنّدت «العربية» لتشويه الوقائع وتحويل منصاتها الى آلة دعائية محرّضة ضد «حزب الله» من خلال تعويلها على رفع بضعة أشخاص لشعار تطبيق القرار 1559، ونزع سلاح المقاومة. وفي العادة تقوم الشبكة السعودية، بانتقاء شخصيات سياسية وصحافية محددة غالباً ما تحتلّ شاشتها، معروفة بعدائيتها تجاه الحزب. ومن المحبذ بالنسبة إلى القناة أن يكون هؤلاء من «الطائفة الشيعية». هذه المرة، اختلفت اللعبة قليلاً، مع استغلال الشبكة السعودية لأحداث السبت، التي اشتعلت على خلفية بث شائعات من هنا وهناك، على قاعدة بث الفتن المذهبية والطائفية المتنقلة بين المناطق. لذا ارتأت أن تعدّل اللعبة، وتستضيف شخصيات دينية شيعية معروفة مسبقاً بمواقفها الحادة تجاه «حزب الله». هكذا، ظهر أول من أمس، السيد علي الأمين، على «العربية»، فيما وصفته الأخيرة بـ «المفكر الشيعي اللبناني» و بـ«المرجع الإسلامي»، ليتحدث عما جرى ليلة السبت الفائت. الأمين الذي طرد سابقاً من مسقط رأسه صور، وتبرأت منه عائلته في بيان سابق صدر العام الماضي، بسبب تواجده في أحد المؤتمرات الدينية الى جانب الحاخام الأكبر في «اسرائيل» سابقاً شلومو عمار، أطل على الشاشة السعودية، واعظاً في وأد الفتنة، الى جانب الشيخ ياسر عودة، المعروف بمواقفة المعارضة للحزب. ظهر عودة أمس على القناة نفسها، ضمن فيديو قصير يتحدث فيه عن شعار «شيعة شيعة»، وعن الكراهية التي باتت مقرونة بالطائفة الشيعية، وتساءل في حال اعتدت «اسرائيل» على لبنان، فأين سيلجأ الشيعة بعدما اصبح مغضوباً عليهم سيما في طرابلس! هكذا، تكررت الوجوه هذه المرة بصفتها الدينية، لتقدم نفسها ضمن الجوقة الواعظة لوأد الفتنة المذهبية، مصحوبة بمواقف نارية تجاه المقاومة، فيما لو بُحث في الموضوع، لن يحظى كلا الرجلين بأي تمثيل له وزنه داخل لبنان!