حاملاً شتلة من الزهر، واقفاً أمام الكاميرا التي التقطت هذه اللحظة، تلك الصورة الأيقونية التي بقيت من أثر الشهيد اياد الحلاق الذي ارتقى أمس، بعد اصابته بثماني رصاصات اخترقت جسده في «القدس»، صوبها جنود الإحتلال الإسرائيلي عليه، بعدما اتهم بأنه كان يحمل سكيناً في جيبه، وإذ بها مجرد لعبة، لشخص يعاني من التوحد. استشهد الشاب المقدسي، الذي سرعان ما ضجت به مواقع التواصل، سيما أنه كان متوجهاً الى مدرسته «البكرية الصناعية» الخاصة بذوي الإحتياجات الخاصة، في القدس المحتلة، ولم يع ما كان يقوله له هؤلاء الجنود، الذين أمروه بالتوقف، الى حين ارتعاده وخوفه وهربه منهم، واصابته في ما بعد برصاصات أردته شهيداً. ولعلّ تعليقاً أرفق ضمن حملة الغضب المصاحبة لشهادته، اعتبر أن اياد حلاق، «مات حتى من دون أن يعرف السبب»! عبارة مؤثرة تنطوي على كثير من الأبعاد الإنسانية وتظهر في المقابل حجم الغطرسة الصهيونية، ودهسها على كل الإعتبارات، فليس جديداً على هؤلاء تعمد قتل فلسطينيين من ذوي الإحتياجات الخاصة، وحتى الإحتفاء بهذه الجرائم. قصة الحلاق التي انتشرت وأثارت غضبة الكترونية، عادت وخلّفت رسالة والدته المؤثرة تعاطفاً هائلاً سيما في كلامها عن أمنية ابنها «كان نفسه يصلّي بالأقصى» بعدما وصفته بـ «الملاك»!