لسارة قصير، رحلة طويلة وشاقة مع فن الحكواتي. مسيرة يناهز عمرها اليوم أكثر من ربع قرن، أسهمت فيها الشابة اللبنانية اليافعة، في نشر هذا الفن في أرجاء دول عربية سيما للناشئة، وتشاركت فيه مع فرق عالمية. يتكىء هذا الفن على الموهبة، وعلى قدرات الفنان الذاتية في تقديم الحكاية، وأدائها بطريقة مقنعة وجاذبة. اليوم، وبعدما لاقى هذا الفن موطئاً على المسارح وأمام حشد من الجماهير التي تتفاعل مباشرة مع القاص/ة، ها هي الشاشة تتلقفه هذه المرة، عبر فقرة «سحر الحكاية» التي تقدمها الحكواتية اللبنانية يومياً على تلفزيون «العربي» ضمن برنامج «صباح النور». إذ خصصت الشاشة المذكورة في الموسم الرمضاني، حيّزاً لهذا الفن، ومساحة لسارة قصير تطل فيها ضمن وقت لا يتعدى الست دقائق. هكذا، تقف قصير في وسط الاستديو، يرافقها إما عود أو قانون، وتبدأ بقص الحكاية الشعبية، التي تحوي كل واحدة منها حكمةً في ختامها. بأداء تشويقي ساحر، تخرج قصير من جعبتها حكاياها وتقصها على المشاهدين، وتطوّع أدواتها لإيصال القصة بطريقة سلسة وجذابة. الفقرة التي تلاقي رواجاً عالياً على السوشال ميديا، لا شك أن من يتابعها يشعر بهذا التعطش نحو فن الحكاية الشعبية الغائبة عن الشاشات، وضرورة تخصيص مساحة له على الشاشة الصغيرة.