ضمن ضرب جديد من ضروب العبودية الحديثة في القرن الحالي، مارسته السعودية أمس، مع انتشار واسع لصورة ملتقطة لأحد العمّال الآسيويين، واقفاً في شركة «أرامكو»، ويرتدي عبوة للتعقيم يستخدمها الزائرون وموظفو الشركة. الصورة التي استحوذت أمس، على حديث السوشال ميديا، ولّدت موجة عارمة من الغضب والإستياء، لطريقة استغلال العامل الذي بدت على ملامحه علامات الوجوم والحزن. هكذا، سريعاً تحرّكت الشركة السعودية، بعد الحملة المنظمة ضدها، وأصدرت بياناً نشرته على حسابها على تويتر، تتنصل فيه من هذا العمل المشين، وتصف العامل بـ «أحد الزملاء»، مع تعبيرها عن «استيائها من هذا التصرف المسيء» الذي حدث «من دون أخذ موافقة الجهة المعنية في الشركة».

البيان أكدّ أن الشركة قامت على الفور بايقاف الفعل و«اتخاذ اجراءات صارمة تحول دون تكراره»، مع تأكيدها على حزمها في الوقوف «ضد المساس بقيمها المبنية على الإحترام والتمسّك بأخلاقيات السلوك والتعامل». ومع ذلك، ظل بيان «أرامكو» ضعيفاً ولا يقبل التصديق، كون العامل يقف على باب الشركة، ولم يكن متوارياً، وبالطبع عمّال ومديرو «أرامكو» سيمرون من هناك، ويأخذون حاجتهم من التعقيم، لذا كان تنصل الشركة من هذا العمل مفضوحاً.