لم يلق خبر الإعتداء على مبنى «الجديد» ليلة الجمعة الماضية الضجة المستحقة، كما في كل مرة تتعرض فيه القناة للتضييق والاعتداء المباشر على مبناها. بعد عرض الحلقة الأولى من «يسقط حكم الفاسد» (تقديم رياض قبيسي) التي كشفت عن عدد العقارات والشركات التي يملكها كل من جبران باسيل، وسعد الحريري، ووليد جنبلاط ونبيه بري، أتى عدد من الشبان ليلة الجمعة على دراجات نارية، وهتفوا تأييداً لسعد الحريري. هؤلاء قاموا باقتلاع اللوحة الموضوعة أمام مبنى «الجديد» التي تحمل لوغو المحطة، ورشقوا الحجارة التي أصابت الطبقة الأولى من المبنى، مما تسبب في تحطيم الزجاج. الحادث لم تسع القناة الى «فلشه» كما كانت تفعل في الحوادث المماثلة التي أصابت المبنى مع تجمهر عدد من المحازبين وقيامهم بأعمال التخريب أو حتى القاء قنابل والتسبّب بأضرار. هذه المرة، شكّكت القناة في هوية المعتدين، رغم وضوح الهتافات، وأوضحت في تقرير بثته أمس (هادي الأمين)، أن «تحديد هويات وانتماء» هؤلاء ستترك للقوى الأمنية، وعرضت بعدها لقطات مقربة لوجوه المعتدين على المبنى. علماً أن القناة لطالما اشتكت من تقاعس هذه القوى في سوق المعتدين الى القضاء. ليس معتاداً على «الجديد» التي تندرج ضمن اكثر القنوات جدلاً وتعرّضاً للإعتداءت المتنوعة ــ أكان بشكل مباشر على مبناها أو بشكل افتراضي على مواقع التواصل الإجتماعي ــ أن تكتفي بتقرير إخباري في نشرة أخبارها، بخلاف ما حصل في الحوادث السابقة التي كان أبطالها محازبو «حركة أمل»، وكان الخبر وقتها يتحول الى حدث بكل ما للكلمة من معنى. هذه المرة تغيّرت الهتافات وللمرة الأولى ينادى باسم الحريري أمام مبنى «الجديد» ضمن موجة اعتراضية على مضمون حلقة، أدت الى التسبب بأضرار مادية، مع سقف منخفض أقل في التعاطي مع المهاجمين ومن يقف وراءهم.