يحتلّ اسم ناجي الفليطي، واجهة الوسوم الأكثر تداولاً على تويتر. الرجل الأربعيني أقدم أمس في بلدته «عرسال» على شنق نفسه، خلف منزله، وسط كثرة التأويلات حول الأسباب التي دفعته إلى الانتحار، لكن الأكيد أن الأوضاع الإقتصادية الصعبة والقاهرة هي التي أوصلت الفليطي الى الإقدام على هذا العمل. الخبر الذي انتشر سريعاً أمس، بين اللبنانيين، غيبته قليلاً التظاهرات التي احتشدت على طريق «بعبدا» لكن صباحاً ما فتئء الحادث، أن تحول الى «تراند»، على وسائل التواصل الإجتماعي، وحضر أيضاً في البرامج الحوارية الصباحية. هكذا اختصر المشهدَ الفليطي الذي ربط موته بعجزه عن اعطاء ابنته مبلغاً زهيداً لتشتري «منقوشة»، وبعدها كبرت دائرة التأويلات التي تصب أغلبها في عيش الرجل العرسالي ضمن ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة، تدهورت بعد توقفه عن العمل، وصعوبة تأمين قوت لأولاده الى جانب زوجته المصابة بالسرطان.

لعلّ التفاعل الذي بلغ أقصاه اليوم على موقع التغريد الأبرز، ينطلق من ترميز حالة ناجي الفليطي ليمثل كل لبناني اليوم، يرزح تحت خط الفقر والعوز، وينتظر مصيراً مجهولاً، وسط أزمات اقتصادية تتراكم في الفترة الأخيرة، وترفع من حدّة الحوادث المماثلة. لم يكتف المغردون بايراد حادث انتحار الفليطي، بل حضر الى جانبه جورج زريق الذي أقدم العام الماضي، على حرق نفسه، أمام مدرسة أولاده، بعدما عجز عن تسديد أقساطها. هكذا، تقاطع الرجلان في مصير واحد، يعترض على أحوال الذل التي يعيشانها في هذا البلد، ويفضي الى قرار مأساوي بانهاء حياة كل منهما. وكما نال زريق وقتها مساحة من الرسوم والصور الفنية التي تعبّر عن وجعه، كذلك حصل مع الفليطي، الذي تداعى أيضاً بعض الناشطين الى تجسيد مأساته، عبر تصويره كرجل تلتف مشنقة حول رقبته، وتعلوها صورة عملة الألف ليرة لبنانية.