بينما تلتهم النيران المساحات الحرجية الشاسعة منذ يومين، يبدو أن حرائق أخرى، تنبعث من الشاشات على شاكلة تصاريح غير مسؤولة بعد كلام وزير البيئة فادي جريصاتي اليوم، ومطالبته بـ«الإعدام» لمفتعلي الحرائق. كلام أثار انتقادات واسعة، وها هو زميله في «تكتّل لبنان القوي» ماريو عون، يثير زوبعة بدوره على خلفية تصريحه على شاشة otv. لدى كلامه عن علامات استفهام «كبيرة جداً» ترسم حول الحرائق، استهجن عون أنها «محصورة فقط في المناطق المسيحية».

تصريح أثار بدوره استهجاناً على وسائل التواصل الإجتماعي، كونه يحمل نفساً طائفياً ويبتعد كل البعد عن المنطق، ويأتي في ظروف حساسة تمر بها البلاد. تصريح غير مسؤول لنائب في البرلمان اللبناني خرج على الشاشة البرتقالية، في وقت تجهد فيه كل الأجهزة وحتى مجموعة من المتطوعين المستقلين في مساعدة المنكوبين وإطفاء الحرائق، كتحرك اطفائية الدفاع المدني من مخيم «عين الحلوة» الفلسطيني، أو مؤازرة «الهيئة الصحية الإسلامية» وبلديات الضاحية لما يحصل في الشوف والجوار. مشهد وطني جامع، كسر الكثير من الأفكار المعلبة ورهاب الآخر المزروعة منذ الحرب الأهلية، فيما بقي النائب العوني ينشر سمومه الطائفية على الهواء من دون الإلتفات الى خطورة ما يقوله.