لم يكن تلفزيون «المستقبل» تجربة عادية في الاعلام اللبناني، بل إنّ الشاشة التي أسسها رفيق الحريري في التسعينيات من القرن الماضي شكلت جزءاً من ذاكرة اللبنانيين وكانت تقدّم مروحة من البرامج الفنية والاجتماعية والسياسية. يصرّح أحد المصروفين من القناة، بأن الشاشة كانت على شكل «لبنان المصغّر»، لناحية جمعها مختلف الطوائف والمناطق اللبنانية. ذلك التنوّع صبّ لصالح «المستقبل»، وكانت النتيجة إرتباط المتابع فيها بجميع تحرّكاتها. منذ الأمس، خيّمت النوستالجيا على السوشال ميديا، بعدما أعلن رئيس الحكومة سعد الحريري عن «تعليق العمل بتلفزيون «المستقبل»». الخبر لم يكن سهلاً على الموظفين الذين يبلغ عددهم نحو 300 موزّعين بين «فري لانسر» وثابتين، وكذلك الحال كان وقع خطى تجميد الشاشة صعباً على من تركوا «المستقبل» قبل سنوات طويلة. فقد علت صفحات السوشال ميديا بهاشتاغ تلفزيون_المستقبل، حيث تناوب المتابعون على التغريد عن ذكرى حصلت في الشاشة أو إستعادوا صورة من أرشيف الاعمال. وكان لافتاً أن جيل الثمانينيات والستعينيات كان ناشطاً على المواقع الافتراضية و«نبش» أهم الوجوه التي أطلت أمام الكاميرا. في المقابل، لم تبخل غالبية الموظفين القدامى من «المستقبل» الذين توزّعوا قبل سنوات على شاشات عربية وخليجية ولبنانية أخرى، من التعبير عن حزنهم على مصير «المستقبل». من بين المغرّدين نجوى قاسم التي عملت سنوات طويلة في نشرات الاخبار والربورتاجات السياسية وهي حالياً تطل كمذيعة أخبار على قناة «العربية». كذلك ناديا البساط التي كانت أحد عناصر برنامج «عالم الصباح» وإنتقلت إلى mtv، بينما راح بعضهم يستذكر أبرز وجوه التسعينيات على رأسهم زافين قيومجيان الذي إفتتح البرامج الاجتماعية، وزاهي وهبي الذي تولى مهام الكثير من البرنامج الثقافية والحوارية أبرزها «خليك بالبيت». على الضفة نفسها، إستذكر الناشطون صور الفنان أحمد قعبور الذي شكّل ظاهرة على «المستقبل» بأعماله وأبرزها أغنيته «لعيونك» التي تحوّلت لاحقاً لشعار القناة، والمخرج ناصر فقيه الذي كان أحد أعمدة البرامج الفنية. وكانت لخبيرة الموضة هاديا سنو الكثير من التعليقات المليئة بالحبّ التي ركّزت على أن هاديا كانت من أوائل الناشطات في «الفاشن» قبل أن تغزو ذلك العالم صيحة «الفاشيونيستا». فقد شكلت هاديا نقلة نوعية في برامج الموضة والجمال وعرفت بجمالها وصيحات الموضة التي تتبعها.