لعلها المرة الأولى التي تخوض فيها قناة محلية، إشكالية تتعلق بالأحزاب اللبنانية وبتمويلها، وبعلاقاتها الخارجية وبالحياة السياسية اللبنانية. أمس، أخذت lbci على عاتقها هذا النقاش ضمن برنامج «رؤية 2030»، في خروج واضح عن المكرّس في الإعلام اللبناني والمتخندق في الأصل ضمن مستنقعات الطائفية والحزبية. تجربة لافتة يعوّل عليها في «التوك شو» السياسي، عبر الإضاءة على موضوع شائك، وحساس، ويحJوي على سقف عال من النقد للأحزاب ولتجاربها هنا والمرتبطة بالأصل بالتركيبة الطائفية. وكما يبدوk يحاول البرنامج الحواري السياسي، الخروج مما هو تقليدي لا في الشكل والإبهار، بل في المضمون، وإيصال الرسائل بطريقة سلسة وواضحة، كاللجوء الى الحديث عن تجربة الأحزاب والتوريث السياسي عبر تقرير أشبه بإسكتش تمثيلي، في محاولة لنقد التجربة الحزبية، ومفاهيم الزعماء الأبديين.

في حلقة أمس، المعنونة «ديموكتاتورية»، استضاف ألبير كوستانيان، مجموعة وجوه، آتية من تجارب حزبية سابقة، أو حالية، وحتى خارجة عن أي إطار حزبي، كالنائبة بولا يعقوبيان. أطل للمرة الأولى الكوميدي هشام حداد، ليتحدث عن تجربته الحزبية في «التيار الوطني الحرّ»، وقدم وجهاً لم يألفه متابعوه من قبل (أظهر خلفية ثقافية سياسية واسعة ووجه نقداً واضحاً لتجربة التيار حالياً)، الى جانب القيادي السابق في «حركة أمل» محمد عبيد، والقيادي السابق في «القوات» توفيق الهندي، وأمين عام «الكتلة الوطنية» بيار عيسى. هؤلاء تناوبوا ضمن ساعة ونصف الساعة، على تقديم رؤية نقدية لتجارب الأحزاب في لبنان، ولتمويلها وعلاقاتها الخارجية، وللنظام السياسي. في المحصلة، مطلوب الدخول في مواضيع تعتبر محظورة إعلامياً، ولا يتاح لها المساحة لطرحها. لا شك في أن lbci قدمت نفسها، كقناة خارجة عن الإصطفاف الحزبي والطائفي، وطرحت قضية كتجربة الأحزاب وعقم انتقالها الى حياة ديمقراطية بسبب ما يشوبها من ديكتاتورية داخلها. خطوة يشاد بها في انتظار المزيد من كسر «التابوهات».