قبل نحو 15 عاماً، بدأت محاولات إطلاق قنوات تلفزيونية خاصة في سوريا، لكسر احتكار التلفزيون الرسمي للشاشة الصغيرة لأكثر من أربعة عقود. هكذا تعثرت انطلاقة قناة «شام»، بعد ساعات من نهاية «البث التجريبي»، وبقي رجل الأعمال الدمشقي محمد حمشو وحيداً في واجهة الإعلام التلفزيوني الخاص، حيث أطلق قناة «الدنيا»، و«سما» لاحقاً، محتكراً الإعلام المرئي الخاص بعد هجرة غسان عبود مع «تلفزيون المشرق»، الذي تحول إلى تلفزيون «أورينت»، راكباً موجة المعارضة المتشددة مع اندلاع شرارة الحرب.وفي محاولة جديدة، قبل نحو عام، أطلق رجل الأعمال السوري سامر فوز قناة «لنا» السورية من بيروت، وبدأت القناة ببث باقة من أشهر المسلسلات السورية القديمة والجديدة، وأحدثت خرقاً كبيراً وسريعاً في الإعلام التلفزيوني في سوريا.
واستقطبت القناة الجديدة عدداً من الأسماء المعروفة في مجال الإعلام، ومنهم الإعلامية اللبنانية رابعة الزيات، ومنتجة البرامج رولا سعد، بالإضافة إلى مخرجين وفنيين وشركات علاقات عامة وانتاج إعلامي.
كما تعاونت القناة مع أسماء سورية معروفة في مجال الدراما منهم الممثلة أمل عرفة والممثل باسم ياخور، وقدمت مجموعة من البرامج الترفيهية استضافت خلالها نجوماً سوريين وعرب، ولأول مرة حققت قناة سورية ملايين المشاهدات على موقع «يوتيوب».
وأطلقت المحطة لاحقاً قناة رديفة باسم «لنا بلاس» تقدم مجموعة من البرامج المحلية السورية والترفيهية من مقرها في بيروت، ولكن القناة الرديفة لم تشكل هويّة إعلامية واضحة حتى الآن، في انتظار انتهاء بثها التجريبي لاكتمال الصورة.
حاولت «لنا» كسر الصورة النمطية لوسائل الإعلام السورية، من خلال التفاعل مع المشاهدين بخطاب سلس بعيد عن الجمود والتقليدية، وعبر استطلاع آراء المشاهدين في ضيوف البرامج والمسلسلات التي يرغبون في مشاهدتها.
وبعد فرض عقوبات أميركية على رجل الأعمال السوري سامر فوز، تدور في كواليس القناة والوسط الإعلامي السوري عموماً أحاديث عن تأثير هذه العقوبات على تمويل القناة. وحسب المعلومات، فإنّ لا أزمة مالية تواجه حالياً قناة «لنا» وحتى شركة «إيمار الشام» التي يملكها فوز. ويقول مصدر آخر من داخل القناة إن انتقالها من وسط بيروت إلى موقع آخر خلال الأيام المقبلة لا علاقة له بالأزمة المالية وهو مخطط منذ فترة، ويتوقع العاملون في القناة انطلاقة قوية بعد الانتقال إلى المقر الجديد.
ولوحظ خلال الأيام الماضية تغيير اسم قناة «لنا ولنا بلاس» على «يوتيوب» إلى اسم آخر هو «المنبر للإنتاج الفني». وأعادت القناة تحميل برامجها التي حققت ملايين المشاهدات على القناة الجديدة، في ما يبدو أنّه مواجهة لعقوبات محتملة قد يفرضها موقع «يوتيوب» على القناة في الأيام القادمة!