أثارت مجموعات فيديوات ملتقطة عبر الهاتف النقال، ضجة كبيرة على مواقع التواصل الإجتماعي. الفيديوات تظهر لقطات من زيارة «محافظ جبل لبنان» محمد مكاوي، ورئيس «اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية» محمد درغام، الى منطقة الأوزاعي برفقة مجموعة مصوّرين، دخلوا الى منازل العوائل الفقيرة في المنطقة، وأصروا على التقاط الصور، التي تظهر المحافظ يقوم بتقديم «كرتونة» إعاشة الى العائلات. الشرائط نشرت على صفحة الإتحاد، مصحوبة بخبر عن هذه الزيارة، التي ترافق معها ممثل عن شركة «المخازن» بغية «تفقد أحوال الأهالي» و«توزيع عشرات المساعدات الغذائية» في شهر رمضان. طبعاً، من البديهي أن تُغضب الفيديوات الناشطين على الشبكات الإفتراضية، كونها تحمل هذا الكمّ من الإذلال، والاستعراض، خاصة مع ظهور وجوه قاطني المنزل وتصويرهم وهم يقومون بأخذ المساعدة العينية. بعد الضجة التي أثيرت، أوضح «الاتحاد» في بيان نشره على صفحته الفايسبوكية بأنه تم «التشديد على القنوات الإعلامية على عدم إظهار وجوه أهلنا خلال عملية التوزيع». وأرجع ما حدث الى «تسريب تسجيلات من هواتف خلوية»، وصنّف الحملة الإعتراضية بأنها جزء من «حملات إفترائية». لعلّ أبرز الردود على الخطوة الإذلالية لهؤلاء، ما قام به الناشطون من إعادة تذكير بأهم المواقف التي كان يمارسها الأئمة من مساعدة الفقراء في الخفاء، وحتى استحياء اعطائهم لتجنب شعور هؤلاء بالذل.