أغمضت الطفلة صبا محمود أبو عرار عينيها للمرة الأخيرة. الطفلة ذات العام الواحد، التي اغتالها جيش الإحتلال الإسرائيلي مع والدتها الحامل في «حي الزيتون» (شرق غزة)، جالت صورتها مسجاة على ثلاجة الموتى، المنصات الإفتراضية. وكانت الطفلة قد استشهدت مع والدتها، في غارة اسرائيلية، وانضمت الى قافلة الشهداء الذين وصل عددهم الى 11 شهيداً، و 47 جريحاً جراء عدوان صهيوني جديد على قطاع غزة، جواً وبراً. على تويتر احتل هاشتاغا «#المقاومة_درعنا»، «غزة_تقاوم» الصدارة، في مواكبة للعدوان الذي شنه الإحتلال على القطاع، وحشداً للرد الذي تقوده الفصائل الفلسطينية، إضافة الى نشر صور هلع المستوطنين والمسؤولين الإسرائيليين بعد دوي صفارات الإنذار. على مقلب التغطيات الإعلامية، لم يكن مستغرباً تعاطي شبكة «بي. بي. سي عربي» مع الحدث، مع عنونتها «قصف متبادل بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية لليوم الثالث»، ساوت فيه بين القاتل والضحية. وفي مضمون الخبر، تبرير واضح للعدوان الإسرائيلي من خلال الإدعاء بأن الأخير حدث «رداً على إطلاق نحو 200 صاروخ من قطاع غزة باتجاه اسرائيل». لبنانياً، كان نافراً أيضاً، تغطية lbci، للحدث، إذ نشرت صباح اليوم، خبراً على موقعها الالكتروني، يتقاطع مع تغطيتها السابقة لتدمير «اسرائيل» للأنفاق على الحدود مع لبنان. «اسرائيل تنفي مقتل طفلة فلسطينية ووالدتها الحامل في غارة اسرائيلية»، عنوان بثته «المؤسسة اللبنانية للإرسال» كأنها الناطق باسم جيش الإحتلال، وبوقه الإعلامي، من دون أي شعور بالمسؤولية تجاه نقل رواية العدو، وافراد مساحة لها. كما برزت في هذا المجال، قناة mtv، التي نشرت خبراً تهويلياً ترويجياً للعدو. «نتنياهو يأمر بمواصلة الضربات المكثفة على غزة». عنوان احتلّ الموقع الإلكتروني لقناة «المرّ»، «يبشّر» الفلسطينيين بمزيد من القتل والدمار وارتفاع أعداد الشهداء.