في وقت تتداخل فيه الأحداث حول العالم، وتشهد فيه تغيرات كالحدث السوداني، خرق اعتقال مؤسس موقع «ويكليكس» جوليان أسانج من سفارة الإكوادور، في لندن أمس باقي الأحداث. تفاوتت التغطية الإعلامية لهذا الإعتقال، الذي أخرج أسانج الى الضوء مجدداً، مخفوراً يحوطه عناصر من الشرطة البريطانية، أمام عدسات الكاميرات. لحظة تابعها الإعلام الغربي، سيما شبكة «روسيا اليوم»، التي نشرت فيديو حصرياً لهذا الاعتقال، وبعده انتشر من حول العالم. الشبكة الروسية، التي دعمت بلادها القرصان الأسترالي، بدت رأس حربة في مواكبة الحدث، ومتابعة تفاصيله، وإعطائه مساحة على منصاتها الإفتراضية والتقليدية. الشبكة الروسية وصفت أسانج بـ «أسير الديمقراطية الزائفة»، فيما قابلتها تغطية شبكة «بي.بي.سي»، البريطانية، بإعتبارها أولاً أن أسانج «ألقي القبض عليه»، كأنه فار من العدالة، الى جانب نشرها سيرة له تحاول كسر صورته كمناضل، أسهم في كشف العديد من الوثائق السرية الديبلوماسية والعسكرية الأميركية. في المقال، إتهام له بأنه «باحث عن الشهرة»، وأن إهتمام الإعلام به «جعله مؤثراً»، يضاف الى «الكاريزما» التي يتمتع بها، خاصة عندما دخل دائرة الضوء، بعد نشر موقعه وثائق العراق وأفغانستان عام 2010. خليجياً، بدا التفاوت واضحاً بين تغطية عدد من الشبكات الإعلامية المعروفة. على سبيل المثال، كان لافتاً كيف تعاطت «الجزيرة»، مع الحدث، إذ ركزت على خاصية انتهاك القانون الدولي، عبر إعتقال أسانج، ونقلت عن محاميه بأن القضية أضحت «حرية تعبير»، ساردة مجموعة من الهواجس حول الاعتقال، وتخوف من عدم التزام بريطانيا بـ «الحياد»، وتسليمه الى الولايات المتحدة الأميركية. على المقلب الآخر، كانت «العربية» منغمسة بشكل تام في الحدث السوداني، والانقلاب العسكري الذي حصل في البلاد. بدا خبر اعتقال أسانج ثانوياً جداً بالنسبة للقناة السعودية. لكن كان واضحاً، تعاطيها مع الحدث، باعتبارها أن القرصان الشهير، أوقف بأمر قضائي وأن سحب اللجوء منه أتي بأمر من الرئيس الاكوادوري ضمن «حقه السيادي». أما «سكاي نيوز»، فقد ركزت بدورها، على الشق المتعلق بتهم الإغتصاب والإعتداء الجنسي التي واجهها قبلاً في السويد، وقد يعاد فتح ملفها اليوم. حاولت الشبكة الإماراتية، تفكيك صورة أسانج كـ «بطل»، وربط هذه القضايا بهز صورته «كقرصان أراد نشر الحقيقة».
محلياً، برز أيضاً تعاطي mtv، مع الإعتقال. في نشرة أخبارها أمس، بدت الفرحة واضحة، إذ وصفت أسانج بـ «المختبىء»، في السفارة الإكوادورية، معتبرة أنّ «زمن اللجوء السياسي قد ولّى»، فيما خصصت lbci، في نهاية نشرتها، تقريراً مصوراً (50 ثانية) يلخص بطريقة سريعة وغير كافية، قضية جوليان أسانج.