منذ قليل، ألقت الشرطة البريطانية القبض على مؤسس موقع «ويكيليكس» جوليان أسانج (47 عاماً)، بعد استدعائها من قبل سفارة الإكوادور التي يقيم فيها منذ عام 2012. وقالت الشرطة في بيان: «ألقى ضباط من شرطة العاصمة القبض على جوليان أسانج اليوم في سفارة الإكوادور». وذكرت الشرطة أنّها ألقت الاعتقال «بعدما استدعاها السفير إلى السفارة في أعقاب سحب حكومة الإكوادور حق اللجوء» الذي منحته لأسانج. وأوضحت أن التوقيف تم بموجب «أمر قضائي يعود لحزيران/ يونيو 2012 صادر عن محكمة وستمنستر في لندن، بسبب عدم مثول أسانج أمام المحكمة».
من جانبه، قال وزير الداخلية البريطاني ساجد جاويد في تصريحات صحافية: «أستطيع أن أؤكد أن أسانج محتجز لدى الشرطة وأنّه يواجه العدالة في بريطانيا».
منذ عام 2012، كان القرصان الأسترالي يعيش في بضعة أمتار مربّعة ويخشى اعتقاله في بريطانيا وتسليمه إلى الولايات المتحدة لمحاكمته في «جرائم» الكشف عن آلاف الوثائق السرية، فيما كانت السفارة الإكوادورية تحكم الخناق عليه شيئاً فشيئاً بسبب «انزعاج» كيتو من بعض مواقفه.

من جهته، أعلن رئيس الإكوادور لنين مورينو أنّ بلاده تصرفت بموجب «حقها السيادي» حين قررت سحب لجوء أسانج. وكتب على تويتر: «الإكوادور قررت بموجب الحق السيادي سحب اللجوء الدبلوماسي لجوليان أسانج لخرقه أكثر من مرة الاتفاقيات الدولية». وكان مورينو قد اتهم أسانج بتسريب الوثائق والصور التي على أساسها قَبِل المُدعي العام التحقيق في فضيحة الفساد التي تبيّن أنه متورّط فيها مع عائلته ومقربين منه.
علماً بأنّه بعد وقت قصير من الحادثة، اتهم الرئيس السابق رافاييل كوريا خلفه مورينو بأنّه «خائن» بعد قراره سحب اللجوء من أسانج. وغرّد قائلاً: «هذا يعرض حياة أسانج للخطر ويذلّ الإكوادور. يوم حداد عالمي»، مندداً بـ «جريمة لن تنساها الإنسانية أبداً».
أما موقع «ويكيليكس»، فأشار على «تويتر» إلى أنّ الإكوادور أنهت «بشكل غير قانوني» اللجوء السياسي الممنوح إلى جوليان أسانج، وقامت السفارة «بدعوة» الشرطة البريطانية إلى مقرها من أجل توقيفه. روسيا، سارعت إلى التنديد بما جرى بتوقيف متهمة السلطات البريطانية بـ «خنق الحرية»، وفق ما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية».

ومنذ قليل، سجّل العميل السابق في «وكالة الأمن القومي» الأميركية، إدوارد سنودن، موقفاً عبر «تويتر» مشدداً على أنّه «قد يفرح منقدو أسانج، غير أنّها لحظة قاتمة لحرية الصحافة». مع العلم بأنّ سنودن أيضاً ــ إلى جانب جوليان أسانج وتشيلسي مانينغ وآخرين ــ من بين «المشاغبين» الذين مثّلوا أسوأ كوابيس واشنطن بعد تفجيره فضائح تجسّسية واسعة النطاق تتوالى فصولها لغاية اليوم.