لم تنته قضية دار «الحياة» السعودية فصولاً. الدار التي تضم صحيفة «الحياة» ومجلة «لها»، خسرت قرّاءها في غضون أقل من عام. الدار التي أنشئت في التسعينيات من القرن الماضي، تقلّصت أعدادها الورقية واحدة وراء الأخرى، لتبقي في الأشهر الأخيرة على عدد «الحياة» السعودية فقط. لكن العدد اليتيم قد توقف قبل أيام. في التفاصيل، أنه كان معروفاً أن «الحياة» تصدر أعداداً يومية عدة، منها دولية ولبنانية وأخرى متنوعة توزّع في كافة الدول العربية والخليجية. لكن مع الأزمة المالية التي ضربتها قبل عامين تقريباً، أقفلت الدار مكتبها في بيروت في حزيران (يونيو) الماضي وبالتالي إستغنت عن عددها اللبناني. كما كانت سابقاً قد أغلقت مكتبها في لندن وتخلت عن موظفيها هناك. واقتصرت على عدد خليجي يوزع في الامارات والسعودية. لكن الازمة اشتدّت في الامارات قبل خمسة أشهر، بسبب عدم تقاضي الموظفين معاشاتهم الشهرية، فأعلنوا الاضراب بالتوازي مع اضراب مستكتبي بيروت.أمر أدى إلى تغييب العدد الاماراتي الذي كان يزوّد غالبية مواده من مستكتبي بيروت. يومها أي في أواخر العام الماضي، أعلنت الدار عن البقاء على الطبعة السعودية فحسب. وقيل إن الدار التي يملكها خالد بن سلطان تتمسّك بالطبعة السعودية لاعتبارات عدة منها سياسية. لكن حتى تلك الطبعة لم تصمد طويلاً، إذ غابت عن الصدور قبل نحو أسبوع. لم تلحظ غالبية القراء غياب العدد، ربما من شدّة الازمات التي غاصت بها الدار. في هذا السياق، يؤكّد ابراهيم بادي رئيس تحرير «الحياة» في حديث لـ«الأخبار» صحة توقف العدد السعودي، مكتفياً بالقول إن التوقف «سيستمر لـ 30 نيسان (أبريل) المقبل حتى تنتهي كل الاجراءات القانونية اللازمة». لكن ماذا عن مصير بقية المصروفين وملف الدار؟ لا يجيب بادي، بل يكتفي بالقول بأنه لا يمكنه التصريح في هذه المرحلة، «لاسباب قانونية بحتة». على الضفة الاخرى، تتفاوت الأخبار حول وضع «الحياة» ومصروفيها، خاصة أن غالبية المستكبين في الدول العربية لم يتقاضوا أتعابهم وحكي أن المبلغ المطلوب لأولئك الصحافيين كبير جداً. فهل يشهد شهر أيار (مايو) المقبل ولادة مشروع جديد يتمثّل في بيع «الحياة» أو ما يعرف بصفقة بيع الدار أو إستحواذ شركة عليها، أو إنضمامها اليها، أم يكون الشهر خاتمة لصحيفة ورقية بدأت تتقلص رويداً لحين إختفائها كلياً؟