من يعرف الإعلامية المخضرمة هيام حموي عن كثب، يخرج بانطباع كأنها لا تزال في بداية مشوارها! الحماس لا ينضب. الشغف بالمهنة يتدفق من دون توقّف. البحث الدؤوب، والجولة الصباحية على كلّ المواقع والصحف العربية والعالمية! الاستماع بإنصات للجميع، والافادة من الطاقات الشابة سمة تلازمها بشكل دائم. ومن لا يعرف، فقد بدأت حموي مشوارها المهني من أحد أقسام الإذاعة الفرنسية الرسمية فترةً قبل أن تبدأ انطلاقتها الحقيقية مع تأسيس إذاعة «مونت كارلو» مطلع السبعينيّات، لتعمل فيها عشرين عاماً. بعدها، انتقلت إلى إذاعة «الشرق»، حيث أمضت عشر سنوات، ثم عادت ثانيةً إلى «مونت كارلو». لكنها هذه المرة عملت في ظل شروط صعبة، فآثرت الاستقالة والتفرّغ نهائياً لتدريب الإذاعيّين الشباب والكتابة للصحافة في مواقع عالمية.البعد عن الاستوديو والميكروفون كان بالنسبة إلى هيام الغربة الحقيقية أكثر من بُعدها عن سوريا. لذا عادت إلى سوريا بعدما تلقّت عرضاً من صاحب إذاعة «شام إف إم» سامر يوسف لإدارة الإذاعة السورية الخاصة نحو تميّز واضح! أمس حضرت «عميدة الإعلام المسموع» المؤتمر الصحافي الخاص بمسلسل «مسافة أمان» (تأليف إيمان السعيد وإخراج الليث حجو). سألناها عن سبب حضورها لمثل هذه الفعالية للمرة الأولى، فأجابت بأنها لا تستطيع رفض طلب صديقتها ديانا جبور المديرة التنفيذية لشركة «إيمار الشام» المنتجة للمسلسل.
خلال المؤتمر، ألقت هيام بكلّ تركيزها على ما تسمعه، رغم سطحية الأسئلة والطرح العائم للكثير من المواضيع، إلا انها شغّلت جهاز تسجيلها وراحت تمعن في كلّ تفصيل، قبل أن تنتقل لتقف بالقرب من مكبرّ الصوت علّها تحصل على أفضل جودة ممكنة لمادتها! هنا التقط المصور يوسف البدوي صورة معبّرة لها وهي تمدّ يدها نحو مكبّر الصوت، ونشرها على صفحته الشخصية على الفايسبوك ليبدأ تداول هذه الصورة على صفحات الصحافيين السوريين والذين عبّروا عن إعجابهم بهذه المسيرة وهذا التواضع والحماس المستمر عند «صديقة الجميع»!