يوم الخميس الماضي، أعلن جيش الإحتلال الإسرائيلي، عن بدء عملية تدمير الأنفاق على الحدود مع لبنان. قرار هلّلت له القنوات الخليجية (العربية، سكاي نيوز، الصحف السعودية)، لكنه خلف إنقساماً واضحاً على «الجبهة» الإعلامية الداخلية. قناة mtv، التي برزت بتغطية لافتة، مواكبة لحملة «درع الشمال»، وحرصت على إستخدام المصطلحات المهنية، وتكذيب العدو، تبادلت الأدوار هذه المرة مع lbci، التي حفلت تغطيتها الأولى بالشوائب، وأفردت صفحات موقعها الإلكتروني لنقل ما يقوله المتحدث بإسم الإحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، وتبني سياسة التهويل التي يمارسها العدو. هذه المرة، أخذت قناة «المرّ» على عاتقها هذا الأمر. في نشرة أخبارها يوم الجمعة الماضي، خصصت تقريرها حصراً، لإعادة نقل ما يغرده أدرعي حرفاً حرفاً، عن قضية الأنفاق، من دون إجراء أي مسافة مهنية مطلوبة، أو حتى تبخيس بما يهوّل به العدو. هذا بخلاف «المؤسسة اللبنانية للإرسال»، التي بثت في المساء نفسه، تقريراً (رودين ابي خليل) ميدانياً، من الحدود، تتقصى فيه ما حصل هناك، في بلدتي «رامية»، و«كفركلا»، الجنوبيتين. تقرير استصرح سكان البلدتين، الذين عبروا عن صمودهم وبقاءهم في أرضهم، رغم تهديدات العدو. وكان لافتاً، في التقرير، إظهار ضعف العدو وخوفه من إحداث أي حركة داخل الأراضي اللبنانية، من خلال تدميره حصراً نفقاً في «رامية»، البعيد عن الحدود، وإكتفائه بالإستعانة بـ «الباطون» لإقفال نفق آخر مزعوم في «كفركلا»، من دون أن يتجرأ على تفجيره هناك، خوفاً من اي إرتدادات عليه!