لعلها المرة الأولى التي يحظى فيها برنامج «صار الوقت» على mtv بكل هذه الضجة والأخذ والرد. أمس الخميس، تحوّل الاستديو إلى حلبة مصارعة انسحبت أجواؤها على المشهد الإفتراضي. الحلقة التي استضافت كلاً من الزميل حسن عليق، والمونسينيور كميل مبارك الباحث في السياسة واللاهوت، والناشط مارك ضو، والأمين العام «للمؤتمر الدائم للفدرالية» ​ألفرد رياشي، دارت نقاشاتها حول معنى الإستقلال والفيدرالية التي أيدها مبارك بشكل كبير، ومنها تفرّع الحديث عن الشهداء، وما إذا مات هؤلاء تضحية منهم للوطن أم لطوائفهم ومجتمعاتهم الضيقة؟. هنا، تقصّد مارسيل غانم، سؤال عليق عن بشير الجميل، مع أنه على يقين مسبق بما سيقوله ضيفه. سأل غانم: «بشير الجميل مات كرمال لبنان؟»، فكان الجواب: «قتل كنهاية لخيار خاطىء» بسبب تعامله مع «إسرائيل»، وهو الخيار الذي «هزم في لبنان» بحسب عليق. طبعاً، أشعلت هذه العبارة الاستديو والحاضرين على طاولة «صار الوقت»، فبدا مبارك أكثرهم غضباً، وتعمّد رفع صوته مراراً خلال الحلقة كأنّه أمام جمع وفير من «المؤمنين». بعد مرور وقت، تعمّد غانم إشعال الأجواء مجدداً، الأمر الذي أغضب مبارك، ودفعه إلى التوجّه إلى عليق، قائلاً: «إذا لم تقبل بشير الجميل رئيساً لجمهوريّتك، فأنت غريب عن الجمهورية».


الأجواء المشحونة، تُرجمت عبر سلسلة مداخلات اتسمت غالبيتها بالعنف الكلامي والمضمون التحريضي (كاعتبار شهداء حزب الله إرهابيين وفطايس)، وسط صمت متعمّد من مايسترو الحوار الذي لا شك أنّه سُعد بإدارة دفة البرنامج السياسي باتجاه استثمار المواقف وتسطيحها، وتحويلها إلى مجرّد «شو» تلفزيوني. وهكذا، انضمت هذه الحلقة إلى باقي عناصر الترفيه المكرّسة في «صار الوقت»، وليس آخرها مرافقة موسيقة حيّة (استقدام عازف البيانو إيف مراد إلى الاستديو) لغانم أثناء إلقاء مقدّمة برنامجه.