بعد الحلقة التي عرضتها «الجديد» ضمن برنامج «داليا والتجديد» (تقديم داليا كريم) ووجهت تحية إلى الفنانة المخضرمة رينيه ديك، التي أخرجت من عزلتها وشيخوختها التي لا ترحم، عرضت أمس حلقة تكريمية أخرى، لفنانة لبنانية مخضرمة، أريد لها أن تظل طيّ النسيان أيضاً، مع باقي جيلها من الزمن الجميل. هند طاهر، أطلت أمس في هذه الحلقة كلفتة من البرنامج، لصاحبة تاريخ مذهب في السينما اللبنانية، وكإسم رافق كبار الفنانين/ات، الراحلين والأحياء، وطبع بصمة لافتة في هذا المجال. طاهر، التي أعجزتها شيخوختها أيضاً، ما زالت متمسكة بالحياة، ترغب في العودة الى الأضواء. فسحة تلفزيونية مطلوبة، للتذكير بهذه الوجوه غير المقدّرة معنوياً ولا حتى مادياً، في هذا البلد. سمح البرنامج المخصص للديكور وإصلاح المنازل، أن يفتح نافذة صغيرة، تطل من خلالها الممثلة المخضرمة، لتوصل صرختها، الى وزير الثقافة غطاس خوري، وتدعوه الى الإلتفات الى أوضاع الفنانين أمثالها، الذين يريدون العيش بكرامة، والإستحصال على راتب شهري كأي فنان متقاعد، بدل «وسام القبر» الذي يمنحونه للفنان بعد موته. الى جانب صرخة طاهر، التي تختصر وجع زملائها وزميلاتها في المهنة، خصصت الحلقة حيزاً لفتح صفحة جميلة من الماضي. رحلة هند طاهر، مع كبار عمالقة الشاشة، وتاريخها المذّهب، مع فتح باب صغير في حياتها الشخصية. إذ عرف الجمهور للمرة الأولى أنّها اختارت أن لا تتزوج، وأن لا تنجب أطفالاً، مع إستذكارها بتأثر شديد مرض والدتها، إبان الحرب الأهلية وكيف حرق جسدها، جراء العلاج المستخدم آنذاك لمقارعة السرطان. الحلقة التكريمية التي جمعت في نهايتها، حفنة من أصدقاء المكرمة وعائلتها، الى جانب المخرجة نيبال عرقجي التي أخبرت طاهر بأنها ترغب في العمل معها في فيلمها المقبل، لم تكن موفقة في إجلاس رجل الأعمال أحمد الموسوي الشريك الإعلاني للبرنامج الذي يتكىء أصلاً على المعلنين (مفروشات، أدوات صحية، دهان..). أجرى الموسوي مداخلة على طاولة طعام، اعدت على شرف المكرمة وأصدقائها المقربين. ربما كان جائزاً إدخال هذا الكمّ من الإعلانات المدفوعة في البرنامج، لكن من غير المسموح إقحام المعلن في مشهد مماثل، واستغلال تلك اللحظة، ليستفيد من هذا الظهور التلفزيوني.