في السنوات الأخيرة، غاب الموزع الموسيقي هادي شرارة عن الإعلام. والمعروف عن شرارة صداميته وحدّيته مع الأشخاص والفنانين، إذ لا يتردد لحظة في التعبير عن آرائه المباشرة والجارحة أحياناً بحقهم. بعد هذا الغياب، أطلّ شرارة أول من أمس على شاشة mtv (كضيف على «منّا وجرّ») «كرمى لصديقه ميشال المرّ» كما دوّن أمس على حساباته الإفتراضية. في هذا المنشور، أعلن شرارة عن «ندمه» على المشاركة في الحلقة المذكورة، بعد الموجة الإعتراضية التي طالته بسبب ما صدر عنه من مواقف وآراء مفاجئة وغير متوقعة، حتى طالت والده الراحل رياض شرارة. الحلقة التي تناولت مرحلة نوستالجيا الثمانينات، خصصت حيزاً للراحل شرارة عبر تقرير مصّور اختصر محطات حياته المهنية. لكن نجله كسرها بتسمية النجمة مايا دياب كـ «خليفة» لوالده إعلامياً! مفاجأة فجرها شرارة يوم الإثنين الماضي، وأصرّ على التسمية، لما تتمتع به دياب من «مؤهلات» ترفعها الى مستوى قامة بحجم رياض شرارة. طبعاً، هذا الكلام أثار حفيظة الحاضرين في الاستديو. بعد امتصاص الصدمة، حاول بعضهم الاعتراض على هذا الكلام، لكن المحاولات باءت بالفشل. بعدها، غردت مايا دياب فرحة بهذه المكانة التي أعطيت لها، إستناداً لتجربتها السابقة في «هيك منغني» على الشاشة نفسها. في الحلقة أيضاً، رمى شرارة بأسهمه تجاه الموسيقى والفن السوريين. استغل لعبة «باب الحظ» في البرنامج، وعرض أغنية «شعراتها ولو» للشاب حازم الصدير، ليطلق أعيرته النارية على التراث السوري، ويتحدث بنفس فوقي ممزوج بالعنصرية عن «غزو» الفن السوري للبنان في السنوات الأخيرة. مواقف كانت كفيلة، بتحريك الجمهور إعتراضاً على مضامين ما قاله الموزع الموسيقي في الحلقة. وقد حاول عبر طريقة الهجوم على البرنامج، أن يدافع عن نفسه. ففي منشوره، وضع شرارة المسؤولية على القيمين على البرنامج. ووصف ما حدث بأنه «سطحية وسخافة» في ما خص الحوار على الشاشات. واعتبر أن «ذاكرة الوالد (..) اتسخت بهشاشة المضمون وسطحية الأسئلة». في حقيقة الأمر، ورغم عدم إحتمال «منا وجر» تصنيفه ضمن البرامج الحوارية الجدية، فهو يطغى عليه الترفيه بحجم أكثر مع إدخال للمعلومة، الا أن ما جرى الإثنين لا تقع مسؤوليته على المحاورين/ ات، بل على شرارة نفسه، الذي أساء لوالده من دون أن يكون مجبراً على ذلك، وأيضاً نبش «حقداً» مرّ عليه الزمن بين الشعبين السوري واللبناني. ربما كان من الخطأ هنا، إعلامياً، خروج إلى الإعلام بصفته إبن الراحل رياض شرارة، وحافظ مسيرته وتاريخه. الخطأ بالتأكيد يقع على الإعلام الذي يقولب في كل مرة هذه المعادلة. كان يمكن لهادي شرارة أن يطل بصفته موزعاً وفناناً موسيقياً ويكتفى بآرائه الفنية والموسيقية، من دون الإنزلاق ـ كما فعل ـ الى زواريب توقد نقاشاً لا جدوى فيه، وتهشم صورة بحجم رياض شرارة.