أمل ماتت... فما أنتم فاعلون؟

  • 0
  • ض
  • ض
أمل ماتت... فما أنتم فاعلون؟
استطاعت صورة الطفلة اليمنية إحداث صدمة في الرأي العام الغربي

فتحت قضية إغتيال الصحافي جمال خاشقجي، الباب واسعاً أمام نقاشات حقيقية تخص الميديا وعملها ودورها المؤثر. منذ حادثة الإغتيال، بدأت تتجلى حركة لافتة في الإعلام الغربي، في موازاة قضية مقتل الصحافي السعودي. حُوّلت الأضواء فجأة الى اليمن وما يجري فيها من مآسٍ وكوارث إنسانية يندى لها الجبين. صور وتقارير بالجملة، أفاقت عليها هذه المنصات، بشكل مباغت. هكذا، بدأت تسرد للعالم قصة اليمن والعدوان السعودي المستمر عليه. بعد ثلاث سنوات من الموت اليومي، والمجاعة، والأمراض المزمنة والقاتلة، والدمار، قررت الميديا الغربية تحويل الأنظار الى تلك البقعة المنسية من العالم، حيث يتأرجح أطفالها بشكل خاص، بين الموت والحياة. صحيفة «نيويورك تايمز»، التي كانت رأس الحربة، في المتابعة الحثيثة لقضية خاشقجي، حرّكت أخيراً الرأي العام العالمي عبر تقرير يتحدث عن الطفلة «أمل» التي تعاني من مرض الهزال. نشر الصحيفة صورتها القاسية، وعظامها الناتئة. وبعد إثارة هذه القصة ضجةً واسعةً في الأوساط العالمية، أعلنت الصحيفة الأميركية أمس أن الطفلة الصغيرة (7 سنوات) قد توفت، ونقلت الحالة المأساوية التي تعيشها والدتها اليوم. صورة «أمل» التي حرّكت رأياً عاماً عالمياً، ببضع أيام قليلة، لأن صحيفة عريقة وأجنبية قررت ــ وعلى خلفية قضية خاشقجي ــ الوقوف في وجه من أمر بقتل الأخير. أمر أعادنا الى الدور الرئيسي والمؤثّر لوسائل الإعلام المسيطرة في العالم. صورة «أمل» تمثل مئات الآلاف من الأطفال اليمنيين الجائعين والمنتظرين لمصائرهم القاسية، بسبب الحصار والعدوان السعودي على بلادهم، ولا بأس إن إختيرت الطفلة بالتحديد وجالت العالم، وأيقظته على ما يحصل هناك، فبذلك وبالتأكيد تكون قد فتحت باباً كان موصداً لسنوات ثلاث على كارثة كبرى تزنر هذا البلد العربي.

0 تعليق

التعليقات