الخطاب الذكوري في الساحة اللبنانية: من ليندا إلى بولا

  • 0
  • ض
  • ض
الخطاب الذكوري في الساحة اللبنانية: من ليندا إلى بولا
شهدت الفترة الماضية خطابين مضادين يخصان حقوق المرأة في لبنان (دعاء العدل-مصر)

مشهدية مختلفة بدأت تتبدى العام الماضي مع بدء التحضير للإنتخابات النيابية (أيار/ مايو 2018)، تمثلت في حشد نسائي ترشحاً وحضوراً على الشاشات أو على وسائل التواصل الإجتماعي. حركة غير إعتيادية شهدتها الساحة اللبنانية في الفترة الماضية، تزامنت مع تصاعد خطاب مواز، يتحدث عن المساواة والحق في الترشح ووصول المرأة الى البرلمان اللبناني، حتى أن أكثر من قرار رسمي اتخذ أخيراً مناصرة للمرأة وحقوقها المهضومة في الدوائر الرسمية. مشهدية فرضت نفسها على الواقع اللبناني، مع دخول هذه العناصر عليه، وإن لم تكن جميعها «صنعاً محلياً»، وأفرزت بالمقابل خطاباً مضاداً أو اقله يمكن وصفه بالذكوري والبذيء، تجلى في أماكن مختلفة أكان على الشاشة الصغيرة أو على وسائل التواصل الإجتماعي. الكباش بين المشهدين، الذي تختلط فيه السياسة مع الأيديولوجيا، وحتى الخطابات النسوية الذي يتسم بعضها بالخواء، والسطحية، تظهرّ أخيراً، مع كلام المحامي جوزيف أبو فاضل في برنامج «بالمباشر» على otv، إذ توجه الى النائبة بولا يعقوبيان من دون ان يسميها بعبارات مقززة وتمسّ بكرامتها الشخصية. كلام تفوق على غيره من الخطابات الذكورية، وأعطى دفعاً للشاشات وللمنصات الإفتراضية، للإنقضاض على المحامي اللبناني الذي اعتقد أن بكلامه هذا يمكن أن يدافع عن رئيس الجمهورية، وإذ به، يقع في مستنقع من الإسفاف من على منبر الشاشة البرتقالية. لا شك في أنّ هذه الحادثة شكلت فرصة لبعض العاملات في الحقل العام، باستغلال هذا الموقف، ليبرزنّ «نسويتهنّ»، ويسوقن أنفسهن كـ «أيقونات» يقدن البقية تحت لواء حرية المرأة وتحررها من القيود الإجتماعية والذكورية! طبعاً الذي حصل مع النائبة اللبنانية وتكررّ مرات عدة على المنصات الإجتماعية بحق بعض الصحافيات والإذاعيات، لم يكن الأول على هذا الصعيد. إذ يبدو أن هناك دأباً على الرد بالطرق المسفة والبذيئة والمتناولة لكرامات النساء، بدل الرد بالطريقة عينها التي صدرت عن هؤلاء النسوة، أكان في السياسة أو غيرها. في شهر تشرين الثاني الماضي (نوفمبر)، وجّه وزير «شؤون النازحين» معين المرعبي، كلاماً مقززاً الى الصحافية في قناة nbn، ليندا مشلب، مباشرة على الهواء، عندما سألته ما إذا كان سعد الحريري محتجزاً في فندق «ريتز كارلتون» في الرياض، وإذ به يجيب بطريقة مبتذلة، قائلاً: «لا هيدا (الفندق) عازمك عليه وبعزم حدا معك إذا بدك». سبق ذلك في شهر آذار (مارس) الماضي، في حلقة «كلام الناس»، على lbci، إبان الإحتفال بـ «يوم المرأة العالمي»، عندما قاطع مارسيل غانم ضيفه وزير الأشغال يوسف فنيانوس، لدى تعبيره عن إستيائه من عيديّ «المرأة» و«المعلم»، وقال غانم بسخرية نقلاً عن تغريدة أحد الرؤساء الذي لم يسمّه: «إرجعي إلى المطبخ خلص نهارك». وأنهى حلقته بإبتسامة صفراء مع ضيفه، مكرساً مهانة جديدة للمرأة في تنميطها والإستهزاء بها وبعيدها.

  • دعاء العدل -مصر

    دعاء العدل -مصر

0 تعليق

التعليقات