يقول الشاعر والمسرحي الأميركي الحائز جائزة «نوبل» طوماس ستيرنز إليوت: «أغبياء أولئك الذين يكرهون كرة القدم. إنّها لا تقل أهمية عن القصة والرواية»، في إشارة واضحة لأهمية اللعبة الأكثر شعبية في العالم! على أي حال، لا تحتاج جحافل الجماهير المهتمة بالمستطيل الأخضر لأي ذريعة أدبية أو فكرية لتبرير تعلّقهم بلعبتهم المفضّلة. ولعلّ ما جرى خلال الساعات الماضية من تداول واسع لهدف التقدّم الذي أحرزه الأسطورة البلجيكي إدين هازارد مع ناديه «تشيلسي» البريطاني ضد «ليفربول» في المباراة التي جرت مساء أوّل من أمس ضمن «كأس رابطة الأندية الإنكليزية المحترفة» (رغم تراجع أهمية هذ البطولة قياساً بالدوري الإنكليزي الأهم في العالم)، إلا أنّ الهدف الخرافي الذي حصّله النجم الكروي جعل روّاد السوشال ميديا السوريين ينسجون معلّقات غزل مُهرت على فيديو الهدف، ولا يزال نشرها جارياً حتى الآن. علماً بأنّ قنوات BeIN تحتكر «الفوتبول» وحدها بمنطق تجاري وتحارب رغبة المشاهدة لدى شلّال من جماهير الوطن العربي غير القادرو على الإشتراك في محطاتها! في كل الأحوال، لا يخضع الفايسبوك لتلك القوانين الجائرة، لذا مرّ هدف النجم الأوروبي كالنار في الهشيم، وراحت إشارات الاستفهام تلاحق «الاتحاد الدولي لكرة القدم» (الفيفا) لعدم وصول هذه الموهبة الخلّاقة إلى التصفيات النهائية في مسابقة «أفضل لاعب في العالم» لسنة 2018، وقد حصدها عن جدارة الكرواتي لوكا مودرتيش إثر ترشيحه إلى جانب البرتغالي كريستيانو رونالدو والمصري محمد صلاح.عموماً، الهدف شاركه إعلاميون وممثلون وشخصيات عامة سورية عدة. طبعاً الكرة الإنكليزية تعيد إلى الأذهان ما ردّده الأديب الراحل نجيب محفوظ ذات مرة ــ علما بأنّه كان لاعب كرة قدم قبل أن يحترف الأدب ــ حين قال: «اعتقدت في طفولتي أنّ الإنكليز لا يمكن هزيمتهم حتى في الرياضة... وعندما هزمناهم وقعت في غرام كرة القدم».
لعل هدف هازارد سيوقع أعداداً إضافية في عشق مستديرة السحر!