منذ إعلان mbc عن منع عرض المسلسلات التركية على شاشتها في آذار (مارس) الماضي، راحت الشبكة السعودية تبحث عن مشاريع تشبه تلك الأعمال التي تدور غالبيتها حول قصص الحب والخيانة. حاولت الشبكة تعويض النجوم الأتراك ببثّ باقة من المسلسلات اللبنانية والمكسيكية وغيرهما من الصناعات المعروفة. تلك الخطوات لم تكن ناجحة، لأن الأعمال الدرامية لم تحمل أيّ مفاجآت ولم تنافس الصناعة الأولى. فعندما فتحت الشاشة السعودية أحضانها للدراما التركية عبر مسلسل «نور» (عرض العام 2008) كانت تلك الخطوة بمثابة ورقة يانصيب رابحة حيث راحت شركات الدبلجة تتنافس على دبلجة التركي إلى اللهجة السورية. تلك العملية سرّعت الحركة في شركات الإنتاج وشهدت هجوم المعلنين، خاصة أن القناة التي يديرها الديوان السعودي، إستغلت اللهجة السورية لتدخل كل بيت عربي وعرضت أفلاماً ومسلسلات تركية بشكل شبه يومي. لكن كما بات معروفاً، فقد تداخلت الأسباب السياسية مع الإعلامية وأدّت إلى توقيف المشاريع التركية على mbc. فجأة فجّر الديوان غضبه على تلك الأعمال وقرر منع عرض أيّ عمل، والسبب يعود إلى وقوف تركيا إلى جانب قطر في الحرب القطرية الخليجية. دفعت الدراما التركية ثمن المواقف السياسية، وبالتالي أجبرت mbc على التفتيش عن مصدر آخر لجذب المشاهدين بعد إنتشار كلام عن خسارة الشبكة لنحو 20% من مشاهديها بعد تجميد تلك المشاريع. بعد محاولات لتعويض غياب الحضور التركي، وجدت mbc مصدراً آخر للفت إنتباه المتابعين وهو الدراما اليونانية.

لم تذهب الشبكة السعودية بعيداً عن تركيا، ووجدت أن صناعة جارتها اليونان لا يقلّ قيمة عن زميلتها. هكذا، إشترت مجموعة مسلسلات وأفلام يونانية ستبدأ عرضها قريباً، وأولها المسلسل اليوناني الذي يحمل إسم «الوشم» (مدبلج باللهجة السورية) الذي سيعرض قريباً، ولن يخرج من إطار حكايا العشق والثأر، حول فتاة تقرر السفر بإجازة وتتعرف على شاب وتنشأ بينهما علاقة حبّ لن تكون سهلة. العمل عرض في اليونان العام الماضي، وتمّ عرض جزءين منه، وأبطاله مجموعة شباب وشابات عرفوا بحضورهم الجميل. ترافق المشروع مع بروموهات تبثها mbc تعلن فيها عن شراء منتوج جديد يحمل كل المواصفات الجذابة. في هذا الإطار، يعوّل بعض القائمين على mbc آمالاً على الإنتاج اليوناني، على إعتبار أن مضمون أعمالهم لا يختلف كثيراً عن التركي، وحتى من ناحية الشكل الخارجي للممثلين الذين يملكون الملامح نفسها تقريباً. فالمجتمعات متشابهة ويربطها القرب الجغرافي، والنصوص تلائم أهواء المشاهد العربي الذي يميل لقصص العشق. إذاً، إكتشفت الشبكة السعودية منتجاً جديداً يبشّر بمرحلة درامية، وتدعو المشاهد لمتابعة اليوناني.