القاهرة | تصاعدت أزمة «فتاة المول» المرتبطة بريهام سعيد مقدّمة برنامج «صبايا الخير» (قناة «النهار») بشكل متسارع خلال الساعات الماضية (الأخبار 28/11/2015)، بعدما دخلت على الخط للمرة الأولى قوى حقوقية وإعلامية مناهضة للمذيعة. فارقان أساسيان يمكن رصدهما عند مقارنة أزمة «فتاة المول» وأزمات أخرى كانت بطلتها ريهام، فهي لم تتعرّض لأمواج غضب كما حدث خلال اليومين الماضيين منذ بثّ الحلقة مساء الثلاثاء.
ريهام أثارت الجدل قبلاً عبر أكثر من حلقة من بينها إستضافة فتيات يدعين الإصابة بمسّ الجن والعفاريت، أو فتاة ملحدة تقوم سعيد بطردها من الكادر، وصولاً إلى أزمة إهانة اللاجئين السوريين (الأخبار 28/9/2015). غير أن تلك الأزمات كانت ترتفع إلى سقف معين وهو غضب مستخدمي السوشال ميديا وكتابة بعض المقالات التي تهاجم المقدّمة وبرنامجها. كما ساهم وجود الإعلامي يسري فودة في أزمة اللاجئين السوريين إلى إنقسام في الآراء، كون فودة غير محبوب لدى فئة عريضة هي نفسها التي تعادي "ثورة يناير". لكن الأمر اختلف في قضية «فتاة المول». عنصر الإختلاف الأوّل جاء من تحرك قانوني عبر مجموعة من المحامين الحقوقيين تواصلوا مع الفتاة الضحية سمية، وقرّروا تحريك دعوى قضائية ضدّ الإعلامية والقناة. أما العنصر الثاني، فهو دخول برامج تلفزيونية أخرى على الخط للمرة الأولى في أزمات سعيد. في هذا السياق، أجرت إيمان الحصري في قناة «المحور» إتصالات مع سعيد للردّ على إتهامات الفتاة لفريق البرنامج بسرقة 600 صورة شخصية من هاتفها المحمول. لكن سعيد تعاملت بعجرفة مع الحصري، وإدعت أنها لا تعرف إسمها، مما دفع بالحصري إلى إغلاق الخطّ في وجهها. أمر إستقبله مستخدمو السوشال ميديا بالترحاب. هذا الترحيب إنعكس في إطلاق صفحات مناهضة لريهام، تطالب بوقفها ومقاطعة المعلنين المتعاملين معها، أبرزها صفحة «محاكمة وإيقاف ريهام سعيد» التي حقّقت 95 ألف متابع في أقل من 24 ساعة. أما الإعلامي وائل الإبراشي المعروف عنه إختراق خصوصية ضيوفه، فقد سار في الإتجاه المعاكس وإستضاف سمية وفتح لها الهواء لتهاجم البرنامج، وأجرى مداخلات تضامنية مع الفتاة التي تعرّضت لإنتهاك خصوصية غير مسبوق. غير أن الإبراشي ظلّ متمسّكاً برواية وصول الصور الخاصة للفتاة عبر شخص ما إلى فريق ريهام كما قالت الإعلامية، بينما صمّمت سمية على أن فريق البرنامج إستغلّ وجودها في تصوير اللقاء وإستولى أحدهم على 600 صورة من «ميموري كارد» التلفون. وأكّدت سمية أن التضامن معها تزايد بعد موقف ريهام، لكنه إنحسر على مستوى أسرتها، وأنها تحوّلت من فتاة رفضت التحرش والضرب وطاردت الجاني مع الشرطة، إلى فتاة "سيئة السمعة تستحق التحرش بها". وما زالت الأزمة مفتوحة على كل الإحتمالات بين تقديم القناة وريهام إعتذاراً رسمياً، أو الدخول إلى المحكمة في حال صمود الفتاة وعدم رفضها الدعم المقدّم من الفريق الحقوقي.