الفنان المرهف الذي يعرّف عن نفسه بأنه «منشد عشقٍ بكل لغاته الإنسانية»، سيتوارى برهةً بعد أمسيته الروحية «وتر العاشقين» التي سيحييها مساء اليوم بالتعاون مع زياد سحاب في «جامعة القديس يوسف» (طريق الشام- بيروت). نشرَ الشيخ أحمد حويلي على Stories على صفحته الرسمية على فايسبوك فيديو قال فيه: «سلامي لكل الأحبّة، أعرف أنّ كلامي سيكون مزعجاً أو مفاجئاً لكنني أحبّ أن أقول للأمانة إنّ أمسيتي اليوم ستكون الأخيرة. أعرف أنّ هذا الكلام ليس جميلاً لكن لديّ أسبابي الخاصة وأحبّ أن أَراكُم. لا علاقة لما أقوله بالتسويق ولن أتراجع عن هذا الكلام، فهو محسومٌ وحتمي. نأمل في لقائكم على خشبة «بيار أبو خاطر»، وأتمنى أن تكونوا كثراً لتكون الأمسية الأخيرة مكلَّلة بنور المحبّة. تذكَّروا أنّ الوصال يتجلّى في الهجر لا في القرب. أحبّكم كثيراً».في حديث معنا، يقول حويلي: «إنّ الأمسية ستكون متميّزة رغم الظروف الأليمة حيث نخسر عدداً من أهل الجنوب ومَن هم خارج بيروت بسبب الوضع الأمني». ويردف قائلاً: «منذ أكثر من سبعة أعوام، لم أعمل مع زياد سحاب، وتعاوني معه في الحفلة المقبلة سيُدثّرها بطابعٍ مختلف. أعود إلى مسرح «بيار أبو خاطر» حيث بدأتُ في (شِبْه) الانطلاقة. وثمّة بداية تحضير لقصائد جديدة».
يشتمل برنامج الأمسية على قصائد قديمة للحلاج، وابن الفارض، ورابعة العدوية، وشمس التبريزي، وحافظ الشيرازي، والسهروردي، إضافةً إلى قصائد الشعراء الحديثين الذين يذكر حويلي منهم مهدي منصور وهادي مراد. أما الألحان، فهي بمعظمها لزياد سحاب، فيما بعضها الآخر من ألحان الشيخ حويلي، مع وجود محطّات ارتجالية. وكالعادة، سيقدّم باقة منوّعة. تضمّ الفرقة الموسيقية العود، والقانون، والكمان، والكونترباص، والبيانو، إضافةً إلى الإيقاع. يؤكّد حويلي أنه سيغيب مدة طويلة لأنه يحتاج جسدياً وروحياً إلى علاج «وفي ظلّ الأوضاع الصعبة جداً وما يحدث في العالم، وفي فلسطين، يشعر المرء بالخجل». ويتابع: «سأغيب بعد ستّ سنوات من العذاب، وبسبب ما نشهده سياسياً وأمنياً، وحالتي الصحّية». سوف يحذف الشيخ كلّ صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي لأسباب خاصة. يعلّق قائلاً: «لم أحبّ العالم الافتراضي ولا يعنيني الاستمرار فيه. أشتاق إلى الجمهور وأسرُّ إليه أنني أحبّ أن أودّعه قبل أن أتغيّب. يعود ريع الأمسية جزئياً إلى دعم العائلات المنكوبة والنازحة عن الحدود. لذلك، نتمنّى أن يتواصل معنا الجمهور والناس لحجْز مقاعدهم لكي نتمكّن معاً من دعم المحتاجين». ويضيف مختتماً: «نعيش في زمنٍ قلّتْ فيه المعايير الإنسانية والأخلاقية ونرى ما يحدث حولنا حالياً. أمسيات مماثلة لن تُموَّل ولن تُدعَم، فيما ستُقدَّم أمسيات «الهرج والمرج» في الصيف وستسود. نتمنّى أن يستمرّ كل مَن يقدّم الفنّ الراقي في ظلّ الظروف المعاكسة ونحن نحارب ونسبح عكس التيّار».

* «وتر العاشقين»: س:20:30 مساء اليوم الجمعة ــ قاعة «بيار أبو خاطر» («جامعة القديس يوسف» ــ طريق الشام- بيروت) ــ للاستعلام: 03/084321