على خشبة «مسرح المدينة»، ستُحيي الفنانة والسوبرانو اللبنانية غادة غانم، مساء اليوم حفلة بعنوان «ترنيمة لفلسطين» (عند الساعة الثامنة) برفقة نضال أبو سمرا (بيانو وساكسوفون)، وفرح قدّور (بزق)، ومكرم أبو الحسن (كونترباص)، ولبنان عون (دفّ وإيقاع). تقام حفلة غانم في المركز الطبّي في «الجامعة الأميركية في بيروت» حيث ستغنّي غانم «أصبح عندي الآن بندقية» التحفة الغنائية والفنية الفريدة التي اشترك في إتمامها نزار قباني شعراً، ومحمد عبد الوهاب تلحيناً، و«كوكب الشرق» أم كلثوم غناءً. صاحب «تزوجتك أيتها الحرّية» أرادها تحيةً للنضال والكفاح الفلسطينيين، علماً أنّ أم كلثوم أدّتها عام 1969.

يشتمل برنامج الحفلة أيضاً على نشيدٍ لغزّة من تأليف رئيس «معهد إدوارد سعيد» في فلسطين سهيل خوري، إضافةً إلى «الوطن الأكبر»، وأغنية «إذا كان لا بدّ أن أموت» التي كتبها الشهيد الغزاوي رفعت العرعير ولحّنها شقيق غادة مسعد غانم من هيوستن، وأغنية «نسيوا القدس» (من كلمات وألحان غادة)، وأغنية رائعة من أوبرا للمؤلف الإنكليزي بورسيل بعنوان When I am laid in earth، وعمرها 335 سنة. كذلك ستقدّم أغنية «هالكان عِندُن بيت» من كلمات الشاعر طلال حيدر ولحن إيلي شويري (من ألبومها «ريحة شتي»)، وأغنيات من ريبرتوار السيدة فيروز تمثّل «حبّات اللؤلؤ في البرنامج» على حدّ تعبير غانم.
‎تقول لنا غادة إنّه من البديهي أن لا يبقى كلّ إنسان حرّ صامتاً في مجابهة إبادة شعبٍ، متظاهراً بأنه غير مهتمّ وغير مكترث! وتردف قائلة: «على كلٍّ منّا أن يذكر غزّة من موقعه، وموهبته، وإنسانيته. غزّة تطلب من العالم ألّا يخاف لكي يسجّل موقفاً لمصلحة الحق ضد الظلم. غزة انتصارٌ للإنسانية ضد مشروع محو الإنسانية ومحو الذاكرة. انتصارها - بقوّتنا وشجاعتنا كلّنا - لتغيير منطق الاستبداد، وضدّ الاستعلاء، والاستيطان، وقبول الذل والكذب».
لا تشدو غادة غانم بحنجرةٍ جميلة فحسب، بل أيضاً بصوت الضمير والوجدان. علماً أنّها تؤدّي مروحةً واسعة من الأنماط والألوان الغنائية التي تتلفّع بهوياتٍ فنية متنوّعة: من الغناء الأوبرالي، مروراً بالغناء الحديث في تعدُّده ومفهومه الرحب، وصولاً إلى أغنياتٍ وأعمال شرقية ومشرقية عربية.