كان | طبعاً، لم ترد الإبادة الصهيونية المستمرّة بحقّ أهل غزة، ولو تلميحاً، في كلمة المفوّض العام لـ «مهرجان كان السينمائي الدولي» تييري فريمو أثناء إعلانه عن الأفلام المشاركة في الدورة السابعة والسبعين التي تُختتم اليوم السبت... اللهم باستثناء بيان فلكلوري عن السلام بالمطلق، ونضيف إليه «السلام بين القاتل والمقتول».
صنّاع فيلم ALL WE IMAGINE AS LIGHT للمخرجة الهندية بابال كباديا

لكن ما معنى السينما إن لم تكن مرتبطة بالمشاغل والقضايا الراهنة؟ وأي أهمية تكتسبها إن كانت حيادية أو مغتربة عن أرض الواقع؟ مع ذلك، كانت هناك حفنة من الشجعان على الكروازيت، كسرت جدار الصمت، وغمزت لفلسطين ولو تلميحاً في ظلّ الترهيب الذي تمارسه الأنظمة الغربية على كلّ من يشير إلى الجلّاد والقاتل. وإذا كانت كيت بلانشيت وبيلا حديد استأثرتا بالأضواء حين ارتديتا فستانين أعربتا بهما عن تضامنهما مع فلسطين (فستان كيت بلانشيت أثار الكثير من الجدل وأوردت إحدى الصحف الفرنسية بأنها ارتدت «فستاناً سياسياً جداً»)، فإنّ لحظات أخرى شهدها المهرجان العريق لا تقلّ شجاعةً ونبلاً عن مبادرتي الفنانتين.
كيت بلانشيت

في سوق الأفلام التي تُقام في «القرية العالمية» على هامش فعاليات المهرجان، كان علم فلسطين يرفرف فوق خيمة الجناح الجزائري التي احتضنت لقاءات وندوات حول الأرض السليبة، فيما جمعت حلقات الدبكة الناس أمامها. وضمن تظاهرة «أسبوعا المخرجين»، عُرض فيلم «إلى عالم مجهول» للمخرج الفلسطيني مهدي فليفل الذي يحكي عن رحلة لاجئين فلسطينيين من مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان إلى أثينا اليونانية ومكابداتهم للهرب مجدداً إلى ألمانيا.
بيلا حديد «فلسطينية فخورة»

وقبل عرض الفيلم، صعد صنّاعه إلى المسرح بالعلم الفلسطيني على وقع التصفيق والأهازيج، وكان لافتاً هنا توزيع دبّوس عليه توقيع إدارة تظاهرة «أسبوعا المخرجين» (بما يعني ضمنياً اعترافاً وموافقة رسمية منها) ظهر عليه اسم فيلم مهدي فليفل وصورة البطيخ الذي استحال رمزاً مشفّراً للتضامن مع القضية على مواقع التواصل الاجتماعي (في محاولة للتنصّل من رقابة زوكربيرغ وإخوانه) منذ اندلاع عملية «طوفان الأقصى».
«كل الأعين على فلسطين» على شاطئ الريفييرا الفرنسية

وبينما وقع المارّة على ملصقات حملت عبارة «كل الأعين على فلسطين» على شاطئ الريفييرا الفرنسية، وقف صنّاع فيلم ALL WE IMAGINE AS LIGHT للمخرجة الهندية بابال كباديا، المرشّحة القوية لإحدى سُعُف «مهرجان كان»، ليتحدّوا النظام المهيمن بإشهار موقفهم الإنساني والأخلاقي، قبل أي شيء آخر. هم يعلمون أنّ لا قيمة للسينما، في النهاية، إن لم تكن على تماسّ مع النبض الطالع من الشوارع والساحات والميادين!
دبّوس تضامني عليه توقيع تظاهرة «أسبوعا المخرجين»