لدى انطلاقته في الدورة الأولى، كان «مِشكال» نوعاً من ملتقى للشباب الجامعيين الذين لا يملكون منصّة يعبّرون فيها عن أنفسهم كما يوضح أحد المنظمين. في السنوات الماضية، استضاف الحدث عروضاً مسرحية لطلاب. أما في دورته الـ11 التي تحمل عنوان «لِعب كبار»، فسيكون التركيز على المحترفات بشكل أكبر. سيضمّ الحدث ورش عمل للغناء ومسرح الدمى إضافة إلى ماستر كلاس مسرح. كما تتخلله حفلة طرب و«ستاند أب كوميدي». تفتتح الحدث فرقة «بيكار بيروت» (11/9 ـــ س: 20:00) التي يتكرر حضورها في «مسرح المدينة» أخيراً. الفرقة أسستها هالة رمضان عام 2018، كانت تتألف من خمسة زملاء في معهد موسيقى. قررت رمضان أن تخرج العروض والحفلات الغنائية التي كان أفراد هذه الفرقة يقيمونها في منازلهم إلى العلن. انطلقوا في أماكن صغيرة وكبرت الفرقة حتى باتت تضم أكثر من 22 عضواً بين طلاب وهواة وموسيقيين محترفين. قدّمت حفلتها الأولى على «مسرح المدينة» عام 2019 وهكذا كرّت السبحة. عن مشاركة الفرقة في «مشكال»، تخبرنا رمضان: «ستكون هناك جوقة وعازفون بما يشبه التخت الشرقي مع غيتار وبايس وبيانو. أما البرنامج، فباقة من أغنيات أم كلثوم وعبد الوهاب ونصري شمس الدين ونجاح سلام وعبد الحليم. الأمسية أطلَقت عليها اسم «رشة طرب»، وسيكون عددنا على المسرح أقل من العادة. أُعدت مقاطع غنائية منفردة، إضافة إلى مشاركة من الجوقة ومداخلات لبعض الأصوات الجميلة في الفرقة. نحن أكثر من رشة، ففرقتنا تضمّ فوق الـ22 شخصاً، ولكننا سنكون 18 استثنائياً هذه المرة. معظم حفلاتنا كانت في «مسرح المدينة»، وأصبح المكان منزلاً لنا. اختيارنا في الافتتاح هو تقدير للفرقة، وخصوصاً أنّ القائمين على «مسرح المدينة» باتت لديهم فكرة واضحة عما نقدّمه وعن الجمهور الذي يأتي لحضور حفلاتنا. نحن كفرقة «بيكار بيروت»، نرغب في أن نكون حاضرين في أي عرس ثقافي أو نشاط أكاديمي يُقام في المدينة وبالتحديد في الحمرا، وفي كل ما يسهم في إعلاء المستوى كذوق عام. شعارنا لا للتلوث السمعي منذ انطلاقتنا، ونحن مستعدون للمشاركة في كل ما يساعدنا على تحقيق ذلك». تسبق الحفلة محطة رسم كاريكاتوري مع الفنان وليد شهاب (س:19:00) الذي يعمل في المجال منذ نحو عشر سنوات، وقد شارك في أنشطة ومسابقات عالمية. يُعدّ شهاب كما قال لنا لـ«معرض صغير لرسوم أعمل عليها الآن. وقررت أن يكون الموضوع عن المطربين، بما أن أجواء الافتتاح تصبّ في هذا الاتجاه. أرسمهم بطريقة كاريكاتورية تتسم بالرقي أكثر منها بالسخرية. سأبيع أعمالي ولكن بأسعار مدروسة أكثر، كما أنوي أن أرسم الكاريكاتور بطريقة مباشرة بحسب ما يسمحه لي الوقت والطلب، وأفكّر حتى أن أبدأ قبل الموعد المحدد (السابعة مساء) بساعتين. أهم ما في هذه التجربة أن يتعرّف الناس إليّ أكثر وأتفاعل معهم وقد يفتح لي الحدث أبواباً جديدة». تخرّج شهاب من الجامعة اللبنانية بإجازة في الفنون الإعلانية، لكنه قرر دخول مجال الكاريكاتور. وبدأ في الرسوم السياسية ولكنه سرعان ما ابتعد عن هذا المسار على الرغم من براعته فيه لأنه يفضل الكاريكاتور السلس كما يقول بعيداً من التصويب المباشر.
ورشتا عمل في انتظار محبي الغناء ومسرح الدمى في اليوم التالي. تقدّم الفنانة ومدرّسة الغناء غادة غانم ورشة عمل بعنوان «غنّي عليها، تنجلي» (12/9 ــ س:17:00) يعكس الإيجابية التي تريد أن تضفيها على هذه الورشة. تعود غانم للسنة الثانية على التوالي، للمشاركة في الحدث الذي أعطت فيه نوعاً من الماستر كلاس لمحترفين في الغناء خلال الدورة السابقة. عن مضمون هذا العام، تخبرنا: «شعرت أننا محبطون. فأرى من حولي الأصدقاء الذين يتقاعدون ولا يعرفون كيف سيعيشون. فلنأخذ مثلاً السيدات اللواتي كنّ أساتذة في الجامعة وليس لديهن أي عمل حالياً. هن كثيرات. لذا علينا التفكير في مساعدة بعضنا البعض على التفكير بطريقة إيجابية. الورشة أشبه بعمل مشترك، حيث نغنّي كلنا مع بعض، لننتقل من أجواء الإحباط إلى نوع من العلاج، لكنه ليس علاجاً بالمعنى الدقيق للكلمة. هو دعم لبعضنا البعض بالغناء والموسيقى لكي تتنقّل عدوى الإيجابية بيننا. في برنامج الورشة، أعلّم كيفية التنفس وأسس الغناء بشكل موجز ولمدة 45 دقيقة، ثم سنغني برفقة عازف عود رائع اسمه لبنان عون وكلمات الأغنيات ستُبَث أمامنا على الجدار. سنمرّ على مناطق وبلدان عدة والغناء هو بالعربي. قد نؤدي موشحات، وأغنيات لوردة وصباح وأسمهان. الهدف هو الخروج من الإحباط والتأسيس لنادي سيدات الغناء. الصوت الجميل ليس ضرورياً والشرط الوحيد للمشاركة في هذه الورشة هو الضحك والابتسامة.
عرض «مجدي بو مطر، شعلة نار» يأتي تحية للمخرج اللبناني الكندي الذي غادرنا العام الماضي

إضافة إلى ذلك، نطمح لكي تتكرر هذه التجربة في كل مناطق لبنان. نحاول من خلال النساء والصوت أن نكوّن نوادي غناء في كل مناطق لبنان وقد يؤدي الأمر إلى إقامة حفلات ترمي إلى مساعدة المناطق. من المهم جداً أن يعرف المرء كيف يستخدم الفن وكيف يفيد الآخر به. أحب استعمال كلمة «بيكار» وأرغب في توسيع بيكار الفرح. في بعض القرى، لا يتبادل الناس الكلام ولا يجتمعون إلا في مناسبات العزاء. من الضروري جمعهم أيضاً حول الفرح والغناء. العام الماضي، كان الأمر مختلفاً. فقد ضمّت الورشة محترفين في الغناء يؤدي كلّ دوره أمام الآخرين».
في اليوم نفسه، وبدءاً من الساعة الثامنة مساء، يقدّم كريم دكروب الذي يملك خبرة واسعة تمتد على نحو 30 عاماً في مسرح الدمى، إضافة إلى كونه اختصاصياً في علم النفس العيادي، ورشة عمل عن هذا الفن المسرحي تحديداً. بحسب دكروب، هذه الورشة «تتوجه إلى الشباب والشابات المتحمسين حيال العمل في مجال مسرح. تضمّ جوانب تعريفية حول مسرح الدمى اللبناني وحول ما فعلناه وما نعمل عليه عادة. وسنرى كذلك ما هي أسس تحريك الدمى وكيف يصبح الممثل محرك دمى وما هو الفرق بين التمثيل وتحريك الدمى. هناك إذاً جانب نظري نعطي من خلاله معلومات، إضافة إلى الجانب العملي. عدد المشاركين محدّد لأن ما يهمنا هو أن يكون ما نقدّمه عملياً وتشاركياً وتفاعلياً». وفي إطار التمثيل كذلك، ماستر كلاس يقدمه الممثل والمخرج والمؤلف السوري فايز قزق بعد ظهر اليوم الثالث من الحدث (13/9 ــ س: 15:00) وموضوعه أهمية مفهوم الارتجال كمنهج عملي في عمل الممثل المتدرب (راجع مقال الزميل وسام كنعان).
على صعيد آخر، يقترح برنامج الملتقى كذلك عرضاً مسرحياً في 13 أيلول بعنوان «مجدي بو مطر، شعلة نار» (س:19:00) الذي يأتي بمثابة تحية للمخرج اللبناني الكندي الذي غادرنا قبل نحو عام في عمر مبكر، كتابة وتمثيل ندى حمصي وإشراف لينا أبيض. أما لمحبي الـ «ستاند أب كوميدي»، فختام المهرجان في 14 أيلول سيكون مع عرض لعلاء أبو دياب بعنوان «مش أبيض».

* «مِشكال»: بدءاً من 11 حتى 14 أيلول ـــ «مسرح المدينة» (الحمرا) ــ للاستعلام: 01/753010