يغلب الظن أن مفردة التروما/ الصدمة، تصلح فقط لذكر حدث جلل، تهتزّ منه الجبال والوديان: الحروب الوطنية والأهلية، الهزّات الأرضية، والإرهاب. لا ننتبه إلى أننا عشنا أحداثاً، ليست بذات شأن عند الغير، مثل موت عزيز، أو مرض، أو حتى ولادة طفل غير مرغوب، غير أنها أحدَثَت في النفس تبدّلات جذريّة في المسارات، كأنها اقتطعت جزءاً من حياتنا، وبالأخص من طفولتنا، حتى ربما من الفترة التي سبقت ولادتنا. ولكن ما هي التروما؟ هناك حدث ما يحصل، على غفلة من الذات التي لا تكون جاهزة للتعامل معه. فقط دفق من المشاعر والأحاسيس يجتاحها ويتركها في حالة فوضى نفسية. يُعدّ عنصر المفاجأة بُعداً أساسياً في الصدمة. فكلّما كان الفرد في غفلة عما يحصل حوله، كانت المفاجأة صادمة، وكان أثرها كاسحاً. تُشير التروما (Trauma) إلى الأثر الذي يتركه الفعل في الذات، مثل النسيان والكبت والما بعد، الكامن والبائن.
آني كوركدجيان ــــ من دون عنوان (أكريليك على كرتون على كانفاس ـــــ 113 × 150 × 3 سنتم ـــ 2022)

المهم هو الوجه الطاقوي الاقتصادي للمسار: تقوم القوة الممرضة للتجربة الصدمية كونها تنتج كميّة فائضة من الإثارة تفوق قدرة الجهاز النفسي على الاستيعاب. بمعنى ما، ترتبط التروما بحالة من العجز أو الجمود لدى المتلقّي. من هنا نرى الاختلافات في ردّات الفعل، حيث العامل الذاتي/ الفردي يلعب دوراً في المصاف الأول. لدينا التروما التي تخضع للنسيان والكبت، والتروما الحاضرة في الذهن على الدوام. إنّ تكرار ذكر الحدث، في القول أو في المخيّلة أو في المنام، يعني توقّف الزمن المنطقي، بسبب التهويمات غالباً، إذ يتمّ الهُوام، أو الاستيهام بفعل اختلاط تأثيرات وعناصر مرئية أو مسموعة وفقاً لميول وتوجّهات هدفها إعاقة حصول الذكرى. لدى الهُوام سمة دامغة هي التحرّر من كل مرجعية زمنية، فهو ابن الحاضر والماضي والمستقبل. على ماذا ينصبّ الكبت إذاً؟ هل يمكننا القول إنه يرتكز على ذكريات الحدث؟ لم يكن هذا الاعتقاد كافياً يوماً، ولم يُمهّد السبيل إلى الخلاص. يقع الحدث، وأمام الذهول والشلل وتدفّق المشاعر والانفعالات تأتي مرحلة كمون، بعد ذلك تطفو صدمة/ تروما أعتق في الزمن، ربما تقبع في قلب البنية النفسيّة.

هزّات ارتداديّة في العيادة
كانت جلسة ماريا ذات الأربعة وعشرين ربيعاً نهار الإثنين، في الليلة التي تلت الهزّة الأرضيّة نهار الأحد في السادس من شباط. خلال جلسة الأونلاين، كما العادة، تكلّمت كأنها في كهف تحت الأرض، قائلة: «أنا مشلولة، لا أستطيع التحرّك من مكاني، لا أستطيع الدخول إلى الحمام.... خائفة كثيراً. ». استمعت ولم أستطع أن أقول لها شيئاً. في الإثنين التالي قالت: سألت أمي عما إذا كان هناك ما حصل في الطفولة وجعلني أخاف إلى هذا الحد. أجابت الأم: «كنتِ في الثالثة والنصف من عمرك، ودخلتِ غرفة خالتك. كان الطقس شتاءً، لم تكن أرض الغرفة مبلّطة، وكان الباب مقفلاً، والكهرباء مقطوعة. بدأتِ بالصراخ والبكاء. حاولنا تعليمك فتح الباب، ولم تتمكني من ذلك. ثم بدأتُ أنا بالصراخ والبكاء، إلى أن جاء جدّك وكسر القفل». الجملة الدّالة هنا هي: «وبدأت أنا بالصراخ»، لأن ماريا كانت تشكو على الدوام، خلال مسيرتها التحليليّة، من عدم اهتمام أمها بها. لقد توقّفت وشُلّت حياتها بفعل برودة العلاقة بأمها. أفاقت إثر الهزّة، التروما الطفوليّة المتمثّلة في طلب الرعاية والاهتمام والحنان.
خلال فترة الهزّة القلِقة، احتجتُ محمد السنكري لإصلاح عطل في البيت. استأذنني بالقول: «منذ الهزّة، أحمل عائلتي كل مساء وأدور في الطرقات، لا أستطيع النوم في سريري»، بينما لا يكفّ عن التذكير بمسؤوليّته أمام عائلته. سألته: «ماذا فعلت لحظة الهزة؟»، أجاب: «أخبرتني زوجتي بأنني التصقت بالحائط قرب البراد، ولم أفعل شيئاً». سألته عما إذا كان والده حاضراً في طفولته، في لحظات الشدة، فأجابني: «لقد كان غائباً دوماً، ولا أتذكر أنه كان سنداً لي». لم يعرف محمد كيف يكون سنداً لأولاده خلال حدوث الكارثة، فقد تماهى بأبيه وغاب في لحظة الشدّة.

استيقاظ «الغرض المفقود»... وتلاشي صورة بيروت
بعد انفجار الرابع من آب في بيروت، كتبتُ مقالة «الغرض المفقود»، ونُشرت في مجلّة «أفق» بعنوان «العنقاء»، الصادرة عن «مؤسسة الفكر العربي» في كانون الثاني (نوفمير) 2020. «يستدعي عنوان «الغرض المفقود»، إحساساً بالخفة كأن نظن أننا بفعل انفجار 4 آب قد خسرنا غرضاً ما، زجاج نافذة أو هبوط حائط مثلاً. في الانفجار خسر الناس الكثير من الممتلكات، والملك ليس تفصيلاً. ولكن، هل تقع المسألة هنا؟»، هكذا يبدأ المقال، ويفتح السؤال أفقاً لبحث متواصل.
استحدث المحلّل النفسي جاك لاكان مصطلح الغرض المفقود (objet a) كعمقٍ بنيوي، مطلقاً عليه تسمية الحرف a. يرمز هذا الحرف الضئيل إلى مسألة أن الكائن البشري يدخل في الفقد لدى انفصاله عن أمه: فقد الجنة التي كان يرتع فيها، وفقد المشيمة التي هي جزء منه، ثم فقد الثدي مع الفطام، ثم فقد البراز. منذ ذلك الوقت، سيصبح قطعة من الجسد، أشبه بنفاية أو هيكل فاقد الأهمية. ثم يضيف لاكان في ما بعد، النظر أو السمع، على اعتبار أنهما الموضوعان الضائعان اللذان يميزان النزوات. يقضي البشري عمره في البحث والتعمير والبناء كي يملأ هذا الفقد. هذا المسار هو الباعث على السعي والجهد، توقاً إلى الرغبة التي يسعى إلى بلوغها. أمام أي فقد، مهما كان بسيطاً، قد يدخل الإنسان في اضطراب وقلق وحيرة، لا يعود ذلك إلى قيمة ما فقد، بل إلى عمق موغل في ذاته وفالت من التعيين والتسمية والالتقاط. لأن هذا الغرض هو من نسيج التكوّن وتم فقده مع الولادة. إن استعمال مفردة «غرض» تشير إلى قدرتنا على استبداله بأي شيء ممكن.
سنستعين هنا ببعض الأمثلة لأشخاص نقلوا معهم آثار الانفجار الرهيب إلى العيادة.
أحدهم فقد هراً كان ينتظره لدى عودته من العمل، وإذ به يقع في كآبةٍ عبّر عنها قائلاً: هذا الفقد استدعى كل ما أفتقده في حياتي وما كابدته في عمري.
بدورها، عبّرت سيدة بعد الانفجار بأنها تعيش اليوم كل ما افتقدته طوال عمرها: الاعتراف بها وبقدراتها وبموقعها وباسم عائلتها وملكها وأنوثتها. انفجر كل شيء وها هي تقبع مريضة في السرير. هناك طبيب شاب، يعاني من صورته الذاتية عن نفسه. يتذكّر أنه في السابعة من عمره كان يلعب مع ابنة خاله الثري، وكانا يستكشفان أعضاءهما الجنسية مثل كل الصبيان والبنات. تدخّل الأب الفقير ووشى بابنه عند الخال الذي أنّب الصبي وطرده. منذ اللحظة تلك، طوى عضوه في النسيان وحمل سرّ الفقد في سؤال ملحّ: من أنا؟ وهو السؤال نفسه الذي استيقظ لديه بعد الانفجار. أمام الفقد الفردي، نرى فقد صورة بيروت، نراه يصير موسيقى وغناء ونداءات وتواريخ وأمجاداً. بيروت المدينة التي وُلدت منها عيوننا الكثيرة، والتي جعلتنا نرى في كل الاتجاهات، كانت تتكسّر أمامنا. لا شكّ أنها مرآتنا. ننظر ونرى الكسور في وجوهنا وأجسادنا وأحلامنا. نبكيها ونبكي أنفسنا.
أين يقع ناس بيروت وناس الوطن من الفقد؟

الحاجة والطلب
ظهر في الفترة الأولى بعد الانفجار طلب لافت ومشترك لدى الناس. يريدون الإحساس بأنهم ليسوا متروكين وعراة وتائهين بمفردهم. خلال متابعتي لتعبيرات الناس على فايسبوك بعد الانفجار، تردّدت مفردات مثل: انفجار، دمار، موت، قتل، حداد، رثاء، رثاء الوطن، النفق المظلم، بيروت... أما المواقف السياسيّة فكانت مُشبعة بحقد وكره وعنف واتهام. كنا أمام شكلين من التعبير: أحدهما يُعبّر عن حالة وجودية مُثقلة بالأسى، وصولاً إلى التعبير عن وحدة تكاد تكون توحّداً. أما المواقف الاتهاميّة فطاولت الغير، أي أبناء الطوائف الأخرى، حيث المنافسة والغيرة، وحيث الآخر الكبير أي السلطة بكل وجوهها ورجالاتها.
تكاد عبارة «ما حدا سأل عنا» أن تكون سؤالاً استنكاريّاً مشتركاً. يعيدنا هذا السؤال إلى المطالب الطفوليّة الأولى: الاهتمام والرعاية والاعتراف. هذا ما يختلف بشكل كلّي عن الحاجة، حتى ولو كان يقوم عليها. فالحاجة هي من أولويّات البقاء على قيد الحياة مثل الأكل. أما الطلب، فهو ما يتبع الحاجة، ويكون، عادةً، استفساراً عما حصل كطلب توضيح وطمأنة، بمعنى الاعتراف بألم صاحبه.
أمام الصمت المطبق، صار القلق عائماً يستحيل تحديد أفقه أو التماس عمقه. تصدّر الشكّ والريبة (البارانويا) نتائج الاتهامات العمياء. انفجر العنف الباعث على الموت، سواء إزاء الذات كما يحصل في الخور والكآبة وجلد الذات والذنب والمهانة، وبرزت مستويات كانت الحياة العامة تداريها وتسترها. عبّر شابان ناجحان عن فقر مدقع عاشاه في طفولتهما. بكيا مثل طفلين. كان الأب فقيراً ولا يُحتَسبُ بين من لهم قيمة، لأن الفقر مهانة وعجز ونقص وقلة. انفجر المكبوت الذي كان مستتراً تحت رافعة الحياة المجتمعية: كأن تعبّر صبية جميلة كانت تتدرب في السجن، وهي تتابع تحليلها الشخصي قائلة: «لا أدري لماذا تسيطر على خيالي صورة محكوم في السجن، يحمل خنجراً ويشعرني بأنه قوي». لا شكّ في أنها تحتاج إلى قوّة ترعاها في زمن الفقد هذا. تتنبّه صبيّة أخرى إلى أنها كانت ترعى رجال العائلة، وتدرك اليوم أن لا أحد يراها أو يرغب بها.

هم يبحثون عمن يرعاهم!
أمام التهديد بالموت والجوع والمهانة والنسيان، كان الانفجار الذاتي أكبر من أي تصور. الوحدة والغربة والهجر، أسماء لبؤس وجودي يصعب رصد مآلاته اليوم. انفجر كذلك شبق غلمي مثير للانتباه. لا يمكن تتبّع هذا النوع من الانفجار في الكلمات العلنيّة، بل في في الغرفة السرية حيث الاستماع لعبة صماء، لكن لها حرارة في قلوب قائليها. هناك صبية من عائلة محافظة، أرسلت صور عريها إلى عدد من الشباب، وبحركة «فالتة» منها، على حد قولها، وصلت الصورة إلى والدها. لا يحصل، في الحياة اليومية أن يتعرى معقّد أوديب إلى هذه الدرجة.
عندما يحصل حدث مفاجئ، تستيقظ صور عالقة ومستترة تجعلنا نتيقّن أنّ تعبيرات التروما المحايثة لا يُمكن فهمها إلا بالاستماع إلى انبعاثات المكبوت. كل تروما تُردّ إلى تروما سابقة وأعتق في الزمان والمكان.
نرى فقد صورة بيروت، نراه يصير موسيقى وغناء ونداءات وتواريخ وأمجاداً


قبيل انفجار بيروت، خرَج الشاب من العيادة حوالي الساعة السادسة إلا ربعاً. لم أره طيلة شهر كامل، وحين عاد روى أنه بعد انتهاء الجلسة كان يتمشّى نحو بيته. في السادسة و7 دقائق كان قد وصل إلى أحد التقاطعات. لم يستوعب سوى أنّه وجد نفسه مرمياً على الأرض ومغطّى بالدم. سمع صرخةً وراءه، والتفت إلى المشهد أمامه. وقع لوح زجاجي على رأس عامل سوري وقتله. نظر إلى الأمام، مخّ القتيل على ساقه. وقف على قدميه، تقدّم منه طفل وسأله: أين أمي؟ وصل إلى بيته، بكى عند الباب بكاءً مرّاً. استحمّ. لم يصب جسده بأيّ جرح، بل كان دم العامل الفقير يغطيه. عند نهاية الجلسة التالية، بعد شهر، أصيب بصداع حاد وكاد يتلاشى. غادر قائلاً: أريد أن أنام. بعد أسبوع، تذكّر: كنا صغاراً، ولم أكن أعرف لماذا تسكن عمتي وأولادها معنا. إنها قصة العمة الحنون، ذات الساق المقطوعة، التي ربّته. كانت تلتزم الصمت حيال طردها من المنزل الزوجي. ماتت العمة منذ عشر سنوات ولم يبكها. أضاف: بعد جلستي الأولى لم يفارقني وجع ساقي.
من مخ العامل الفقير، إلى ساق العمة الصامتة، استوَت الصدمة على طبقات.
هي العمة التي حمته في السماء. أما جملة الصبي فكانت: أين أمي؟

المجاز والكناية لسرد التروما
تطاول التروما المسألة الجنسية والأسئلة المرافقة لها. تتكفل العيادة التحليلية، في حالات كهذه، بتلقي الكلمات وتأويلها، عبر آلية التداعي الحر بهدف استدراج الدوالّ من حقلها اللاواعي إلى حقل الوعي سعياً إلى التحرّر منها. فالذات لا تخرج إلى حيّز الوجود والتعريف إلا عن طريق الدال. ما إن يدخل «الواقع الصدمي فجأة إلى الحقل الذاتي، حتى يخلق تغييرات في ترتيب السلسلة الدلالية، لا تستطيع الذات، بعد، البقاء في المكان الذي قبعت فيه من قبل، فهي مضطرة إلى تقديم قراءة جديدة لتاريخها ولعلاقتها بالعالم»، كما يذكر المحلّل النفسي عدنان حب الله في كتابه «الصدمة النفسيّة: أشكالها العياديّة وأبعادها الوجوديّة» (دار الفارابي – 2004).
اللغة هي كنز الدوال، والصدمة هي لحظة انفجارية للمكبوت. كيف يمكن الكتابة عن الأمر؟ عبر المجاز والكناية، بحسب لاكان، وحيث وجد فرويد التكثيف والإزاحة. يتمّ المجاز عبر استبدال كلمة بكلمة أخرى، ما يؤدي إلى ولادة معنى جديد. من هنا بنى لاكان نظريته للدال في اللاوعي، وحيث تجمع الدال سلسلة ضمن شبكة النسيج لبنية الذات اللاواعية، وللتصورات والتمثّلات المجتمعية التي تمّ اكتنازها في صيرورة النمو والعيش.

بعد انفجار المرفأ، أراد الناس الإحساس بأنهم ليسوا متروكين وعراة وتائهين بمفردهم


لكي نرى كيف يتم الانتقال من الحادث الضخم إلى بنية الذات، من دون إغفال أن التفاعل مع الحدث يرتكز إلى بنية الذات المصدومة، نستعيد حالة سلمى وهي سيدة متعلمة ومتقدّمة في العمر. كانت في السابعة من عمرها عندما رافقت أباها إلى طرف الضيعة الجنوبيّة الواقعة على الحدود مع فلسطين المحتلة. وضع الأب قدمه الكبيرة على بلاطة بيضاء وملساء، بالقرب من الأسلاك المعدنية الشائكة التي تسوّر حقلاً مشجّراً يانعاً، قائلاً: هنا كانت أرضنا.
سافر الأب كي يؤمّن لعائلته حياة كريمة. هي اجتهدت وتعلمت، ووصلت إلى مركز مرموق. مع زواجها وأمومتها، بدأت تلاحظ أن اهتمامها يتوجّه إلى أمها وإخوتها، فيما كانت قليلاً ما تنتبه لحياتها الخاصة مع زوجها وأولادها. أمام غياب الأب، الذي شكّل نقصاً في التوازن الأسري، اضطلعت هي بمهمة الأب الحامي للأسرة، لتغطية ذلك النقص. صارت رجلاً وأباً لأسرة كبيرة، على حساب أنوثتها وأمومتها. تطلّب الأمر رحلة تحليليّة دامت سنوات، لكي تستعيد أنوثتها وأمومتها وبيتها وزوجها. في الجلسة الأخيرة، جاءت بفستان مزركش وزينة كاملة مع قلادة ذهبية مدلاة على صدر عارم، لتروي منامها الأخير: كانت تقفُ أمام عربة تشبه عربات بائعي الخُضر المتجوّلين. عربة خشبية، قديمة وشبة مهترئة، لكنها ممتلئة بكومة من الحجارة الصغيرة والمغبّرة. تُفتت البلاطة حجارة وحصى صغيرة كانت تستقطع، عبر الكلام، في الجلسات. البلاطة البيضاء والملساء تُفتت حجراً إثر آخر.
لم يعد الدّال الأول، يشير إلى تروما القبض على الأرض، بل تروما القبض على المؤنث، المشطوب من التسمية كما قدّم فتحي بن سلامة كتابه: «الإسلام والتحليل النفسي».

* أكاديميّة ومحلّلة نفسيّة لبنانيّة