في الذكرى الـ 120 لولادة الشاعر الياس أبو شبكة (1903-1947)، أقام «مركز التراث اللبناني» في «الجامعة اللبنانية الأميركية» ندوة خاصة حضرها جمهور من روّاد الجامعة ومُحبِّي الشاعر. وأمام لوحة الدعوة وفيها رسم أبو شبكة بريشة مصطفى فرّوخ، جرت الندوة منوّعة الفقرات بين سيرة الشاعر وقراءات من قصائده وأداء أغنيات من شعره. افتتح الندوة رئيس الجامعة ميشال معوّض ذاكراً أنّ التذكير بأبو شبكة «لم يأْتِ عفواً بل عمداً، في الذكرى 120 لولادة الشاعر، كما يحصل في دول حضارية تستذكر أعلامها كي يظلّوا في ذاكرة جيل جديد يتواصلُ مع تراث بلاده».
وأضاف: «أقول التراث فأطلّ على باب جديد يفتحه اليوم «مركز التراث» في جامعتنا ضمن أنشطته الدورية...». وختم: «... ها هو المركز اليوم يدعونا إِلى استذكار شاعر غنّى لبنان بأرقّ ما يستطيعه شاعر، وغنّى طبيعة لبنان بأجمل ما تستاهله طبيعتنا الملوّنة بالجمال، وغنّى الحبّ بأصفى ما يكتب شاعر عن الحب».
بعد ذلك، تتالت فقرات الندوة التي أدارها مدير المركز الشاعر هنري زغيب، راوياً مراحل عامة من سيرة أبو شبكة، تركيزاً على حياته العاطفية والنساء اللواتي عرفهنّ وكتب لهنّ ومنهنّ: غلواء، وردة، هادية وليلى. وبين مراحل استشهد زغيب بقصائد أَبو شبكة من دواوينه «غلواء، أَفاعي الفردوس» و«نداء القلب» و«إِلى الأبد»، مع مقاطع عن أَبو شبكة كتبها سنتَي 1961 و1964 الأديب أنطون قازان.
ومن فقرات الندوة أيضاً: آلة موسيقية خاصة مؤلّفة من أغلفة كتب أبو شبكة صنعها الفنان ناصر مخول وعَزَفَ عليها أمام الحضور تقاسيم موسيقية رحبانية.
بين القراءات الشعرية، كانت وقفات غنائية جميلة من قصائد أَبو شبكة التي استحالت أغنيات: «ألحان الشتاء» (تلحين الأخوين رحباني، غناء فيروز ــ من تسجيلات الإِذاعة اللبنانية سنة 1953)، «الفلَّاح» (تلحين الأب يوسف الأَشقر، غناء تلميذات مدرسة «أجيال» في بشامون)، «أرجع لنا ما كان» (تلحين إِياد كنعان، غناء كارلا رميا ــ تسجيل أوركسترالي)، «إِلّا ليالينا» (تلحين جوزف مراد، غناء مارينا العْتِلّْ) و«صلاة المغيب» (تلحين وغناء فادي أبي هاشم).
وختاماً، أعلن زغيب عن الندوة المقبلة التي ستحمل عنوان «تاريخ مرفأ بيروت منذ تأْسيسه حتى انفجار 4 آب» مع الباحث إِدي شويري في 26 حزيران (يونيو) الحالي. أما تتويج ندوات هذا العام الجامعي، فهو مؤْتمر دولي كبير في 17 تموز (يوليو) 2023 حول مئوية كتاب «النبي» لجبران خليل جبران، يتخلله الاحتفال بصدور ترجمة جديدة لــ «النبي» كما صاغها وقدّم لها هنري زغيب.