تتواصل في مدينة نفطة في جنوب غرب تونس والتي تُعرف باسم الكوفة الصغرى، فعاليات مهرجان الموسيقى الصوفية «روحانيات» في نسخته السّادسة.المدينة الصغيرة النائمة وسط واحات النخيل وكثبان الرمال في أعلى شط الجريد والتي ينحدر منها أشهر الأدباء التونسيون وتعدّ من الوجهات السياحية الأساسية، حوّلها مهرجانها للموسيقى الصوفية إلى مزار في مثل هذا الوقت من كل عام.
المهرجان الذي انطلق مساء الثلاثاء الماضي، يشارك فيه الفنان الإيراني يحيى زداه و«فرقة المرعشلي» من سوريا. ومن تونس عبير النصراوي و«حضرة رجال تونس» بقيادة الشيخ توفيق دغمان.
وكان الافتتاح في ملعب كرة قدم مع عرض عازف البيانو سامي اللجمي «الزيارة» المخصص للإنشاد الديني تستمرّ عروضه منذ حوالى عشر سنوات. يضم العرض 100 عنصر، وهو من الأكبر في تاريخ الفن التونسي ويشارك فيه عدد كبير من المطربين الشباب والمنشدين في فرقتي «القادرية» و«العيساوية» وغيرهما من الطرق الصوفية. يقدّم «الزيارة» مجموعة كبيرة من الأغاني الصوفية التي تتغنّى بالأولياء الصالحين ومقاماتهم في تونس والمغرب العربي، وهي أسماء حاضرة في الوجدان الجماعي وتتناقلها الذاكرة الشعبية. وقد اعتمد اللجمي في عمله على مزج الموسيقى الشعبية التونسية بإيقاعات الجاز، باستخدام الغيتار والساكسوفون والباتري وآلة النفخ التونسية الزكرة أو الغيطة كما تسمّى في الجنوب. هذا فضلاً عن لوحات رقص في سينوغرافيا حوّلت العرض إلى رحلة روحية عميقة.
هذا المهرجان قد يكون الوحيد في لونه في العالم العربي وقد أخرج فرق موسيقى الطرق الصوفية المنتشرة في معظم الجهات التونسية حول مقامات الأولياء الصالحين من طابعها الفلكلوري إلى آخر موسيقي روحاني. وقد بدأ يجذب أنظار السياح الأوروبيين الذين يفضّلون هذه المنطقة في الخريف لهدوئها واعتدال طقسها.