«في ثنايا النسويات» كتاب جماعي صدر قبل أيام عن «دار محمد علي الحامي» العربية بالشراكة مع مكتب التعاون الأكاديمي لـ «مؤسسة روزا لكسمبورغ» في تونس شارك فيه ناشطون في المجتمع المدني، مهتمون بالحركة النسوية، وهم حازم الشيخاوي، ومريم أولاد الشايب، ومحمد فرحات بوغزالة. وهو مهدى إلى كلّ نساء العالم ضحايا العنف والتهميش وإلى رفقة الشارني السيدة التي قتلها زوجها الضابط في الأمن بخمس رصاصات، وكانت تعرّضت قبل مقتلها إلى التعنيف المتواصل من زوجها. ورغم كل الشكاوى التي قدّمتها إلى الجهات الأمنية والقضائية، لم يستمع لها أحد. ويقول سيف غرايري الثايري في مقدمة الكتاب: «عودتنا إلى أصول وفروع فكرة مشروع «نسويات مسالك ونداءات» غايتها مطارحة موضوع النسوية والسؤال حول ماهيتها المفردة في صيغة الجمع؛ من خلال حرصنا على تسليط الضوء/ معاينة نضالات النسويات في تونس؛ ليس فقط على المستوى الجغرافي الضيق؛ بل المضي نحو امتدادات من التجارب المعيش اليومي؛ السياسي؛ التنشئة الاجتماعية والكونية». الكتاب تضمّن مجموعة من الدراسات هي تبدّلات النسوية لحازم الشيخاوي والنسوية والإعلام جدلية الذاتي والجماهيري لمريم أولاد الشايب ونسوية الدولة التونسية بين منزلتين السيرورة والصيرورة لسمر سحيّق والنسوية والبحث التاريخي لمحمد فرحات بوغزالة.
ويقول المشاركون في هذا الكتاب الجماعي إنّ كتابهم يتوجّه لكل ضحايا القمع والتهميش من النساء. الرجال الذين ليست لهم القدرة على الكتابة والاحتجاج والتعبير وهو عمل «ينسجم مع الموجة التي نشأت في تونس؛ خصوصاً في فترة الاحتجاجات التي امتدت من كانون الثاني (يناير) لحدود آذار (مارس) من سنة 2021؛ حيث رفعت شعارات مختلفة تؤكّد على تنوع المسار في جوانبه المتعددة النضال بما هو سردية ذاتية مناهضة لاضطهاد الثنائية المعيارية القائمة على أساس التمييز الجنسي والجندري؛ والطبقي والمرتبط بالسن والانتماء الجغرافي».
الكتاب يندرج ضمن نضالات الحركة النسوية والقوى الديموقراطية في الدفاع عن حق المرأة في أن يكون لها صوت خاصة في المناطق البعيدة عن المدن الكبرى وبين الفئات الفقيرة التي تعاني فيها المرأة من الإقصاء الاجتماعي واللامساوة وتستنزف فيها طاقتها الجسدية في أعمال متعبة في الفلاحة خاصة من دون أن تحترم حقوقها المالية إضافة إلى الاستغلال الجنسي.
يسعى الكتاب لأن يوصل صوت المقصيين في الفضاء الاجتماعي.