مئات تقدّموا لـ «مسابقة شوبان»، الحدث الأشهر والأهم عالمياً في فئته. تم اختيار 151 متبارياً لكي يخضعوا للاختبار الأوّلي الذي اجتازه 87 متبارياً ومتبارية ليقدّموا مساهمتهم في المرحلة الأولى من المسابقة أمام لجنة التحكيم والجمهور. في المرحلة الأولى هذه، على كل متبار أن يختار أربعة أعمال من ريبرتوار شوبان، لا تزيد مدّتها عن نصف الساعة، وتحتوي عموماً على عمل من فئة الـ«نوكتورن» لإظهار الجانب الشاعري من شوبان، وتمرينَين (Etudes) لإظهار الجانب التقني وعمل طويل من الفئات التي تبيّن كل هويات شوبان الفنية، أي واحدة من الـ«بالادات» أو واحدة من الـ«سكيرزوهات» أو الـ«باركارول» أو الـ«فاتتازيا». الـ45 الذين انتقلوا إلى المرحلة الثانية، أثبتوا ما كان واضحاً منذ البداية: هناك سيطرة بولونية / يابانية على هذه الدورة، علماً أن المستوى العام مرتفع جداً عند الغالبية الساحقة من المتبارين، والمنافسة حامية. في المرحلة الثانية، المساهَمة يجب أن تطول لأربعين دقيقة تقريباً، والبرنامج حرّ باستثناء إدراج، على الأقل، عمل من فئة الـ«بولونيز». في هذه المرحلة تراجع مستوى بعض من عبروا بسهولة إليها. فكما أن الخوف (راجعوا مساهمة الروسي أرسيني مون) يمكن أن يكون صديقاً وعدوّاً، كذلك هي الثقة بالنفس. صحيح أن السيطرة بقيَت للبلد المضيف واليابان، لكن غاب عن المرحلة الثالثة، التي تأهل إليها 23 عازفاً من 45، بعض «نجوم» الدورة، أبرزهم اللاتفي (من لاتفيا) غيورغيس أوسوكينز واليابانيَّان توموهارو أوشيدا وسوغو ساوادا (ربما بسبب الأخطاء الطفيفة التي ارتكبها). مع ذلك، ما زال أمام اليابان فرصة كبيرة في الفوز، إذ تأهّل إلى المرحلة الثالثة خمسة عازفين، أبرزهم (برأينا، المبني على متابعة يومية للمسابقة عبر البث الحيّ) هايوتو سومينو، وآيمي كوباياشي، وكيوهاي سوريتا الذين يتمتّعون بمهارات عالية وبدقّة فائقة في «تنطيق» الجمل الموسيقية. أما البلد الأكثر ترجيحاً فهو البلد المضيف، إذ تأهل 7 من أبنائه (انسحب واحد منهم بداعي المرض) إلى المرحلة الثالثة، والمشترك بينهم هو الفهم العميق والبديهي لشوبان، على رأسهم شيمون نيرينغ وأندريه فيرسينسكي وبيوتر أليكسييفيتش… أما المفاجأة فقد تأتي من إيطاليا (عازفتان وعازف من أصل سلويفيني) أو من كوريا الشمالية أو من إسبانيا التي تشارك بعازف واحد ما زال صامداً من البداية، هو مارتين غارثيا غارثيا.المرحلة الثالثة تجري على ثلاثة أيام، بين 14 و16 الجاري وتتطلب من المتبارين أداء برنامج من حوالي 50 دقيقة، حيث يجب إدراج سوناتة (الثانية أو الثالثة) إلاّ إذا كان المتباري قد أدّى واحدة في المرحلتَين السابقتَين والمقدّمات الـ24 ومختارات من فئة المازوركا. يبقى بعد ذلك التصفيات النهائية (بين 18 و20 الجاري)، وتحديد أسماء أفضل ستة عازفين، حيث ستكون لنا عودة شاملة إلى هذا الحدث.