أصدر «مركز البحوث والدراسات والبحوث» في تونس المعروف باسم «الكريديف» كتاباً موسوعياً رصد سيرة مئة أمرأة معظمهن عشن خلال القرن العشرين وكن رائدات في الفنون والآداب والبحث العلمي ومناضلات في الحركة النسوية والنقابية والديمقراطية.تونس المعروفة بعراقة حركتها النسوية ومجلة الأحوال الشخصية ( 1956) التي منعت تعدد الزوجات وزواج الفتاة قبل الثامنة عشرة من عمرها، احتفت في هذا الكتاب بالمرأة بعد كتاب حسن حسني عبد الوهاب ( 1968_1884) «شهيرات التونسيات» (1917) الذي خصصه آنذاك لشهيرات النساء في التاريخ العربي الاسلامي وما قبله. وقد تألّفت اللجنة العلمية من عشرة من أبرز الأكاديميين التونسيين، وأسهم في تحرير الموسوعة ومراجعتها ستون من أساتذة الجامعات التونسية في مختلف الاختصاصات.
وقالت نجلاء العلاني بوحوالة المديرة العامة للمركز «مئة امرأة وامرأة هو عدد النساء اللواتي تشملهن هذه الموسوعة في طبعتها الأولى. ونظراً إلى أننا لا نستطيع أن نحصي التونسيات المتفردات المتميزات في كل العصور، ولا سيما في وقت وجيز، فقد أردنا أن يكون هذا الإصدار بداية مشروع طموح ضمن عمل قوامه جهد حثيث متواصل وهدفه الأقصى حفظ الذاكرة النسائية». وقال مبروك المناعي رئيس الهيئة العلمية التي أشرفت على هذه الموسوعة «قد يكون مما تتم به الإشادة في النساء أن نذكر أن المرأة التونسية كان لها دور فعّال في تحرير الوطن وتحديث المجتمع وأنها كانت رائدة على مستوى العالم العربي بأسره، في جلّ المجالات والقطاعات».
ترصد الموسوعة سير مجموعة من الرائدات مثل إيفات حداد (1901/1998) أول امرأة من تونس والمغرب العربي تحصل على دبلوم صيدلة وتفتح صيدلية في ضاحية حلق الوادي شمال العاصمة تونس سنة 1927، وحبيبة الجيلاني (1949/2007) أول طبيبة جراحة في تونس والقارة الافريقية متخصصة في جراحة الصدر.
الموسوعة رصدت سير مبدعات تونسيات مثل السينمائية مفيدة التلاتلي والسينمائية كلثوم برناز والمطربة فضيلة ختمي والفنانة خديجة بن عرفة والمسرحية جميلة العرابي والكاتبة والمنتجة الإذاعية هند عزوز والفنانة التشكيلية صفية فرحات وغيرهن.
ويمكن اعتبار هذه الموسوعة التي ستصدر ترجمتها الانكليزية والفرنسية من أبرز الانجازات الثقافية والأكاديمية في السنوات العشر الأخيرة التي تراجعت فيها تونس على كل المستويات.
وهذه الموسوعة شهادة على ريادة المرأة التونسية التي تعزّزت بعد اصلاحات الزعيم الحبيب بورقيبة (1903/2000). إذ مكّنت أصلاحاته التي تضمنتها مجلة الأحوال الشخصية من تحديث المجتمع وتمكين المرأة من الدراسة والحق في العمل وتأسيس الاتحاد الوطني للمرأة مطلع الاستقلال الذي مثّل بداية فعلية للحركة النسوية.